معجم المصطلحات الكبير
توْريق
الزِفارة

العنصر النباتي في الزخارف الإسلامية، كفروع الأشجار والأوراق وسيقان النباتات التي تكوّن زخارف تمتاز بالتكرار والتقابل والتناظر، وتبدو عليها مسحة هندسية جامدة، تدلّ على سيادة مبدأ التجريد. وأكثر هذه الزخارف النباتية ذيوعا الشَّبَص الذي يتألّف من فروع نباتية وسيقان منثنية ومتشابكة ومتتابعة تأخذ شكل الدوائر المتّصلة أحيانا، وزخارف مجرّدة ترمز إلى الوريقات والزهور. تأثّرت الأشكال النباتية في الزخارف الإسلامية كثيرا بانصراف المسلمين إلى استحياء الطبيعة وتقليدها تقليدا صادقا أمينا، وبدأ ظهورها في القرن الثالث على التحف والزخارف الجصّية التي كانت تُغطّي الجدران في مدينة سامرّاء بالعراق، وفي مصر إبّان العصر الطولوني، الذي كان متأثّرا بالأساليب الفنّية العراقية؛ نظرا لأنّ ابن طولون نشأ في سامرّاء، وقد نقل إلى مصر الأساليب الفنيّة التي كانت محبوبة في العراق.

إذا كانت الأطباق النجمية هي أهم عنصر في الزَّمَك، فإنّ الشَّبَص هو أهم الأشكال النباتية التي عرفها الفنّ الإسلامي، ويُعرف عند الغربيين بالأرابسك ويُطلق على كلّ زخرفة قوامها الجمع بين رسوم نباتية اصطلاحية مجرّدة ومرتّبة ومكرّرة بأسلوب هندسي أساسه التوافق والتناظر. وقد كانت بداية الشَّبَص على التحف الخشبية التي عُثر عليها في سامرّاء أو التي ترجع أيضا إلى العصر الطولوني، وتطوّرت في العصر العُبيْدي حتّى بلغت بعد ذلك غاية عظمتها في العالم الإسلامي منذ القرن السابع. وقد أتقن المسلمون أيضا زخارف نباتية غير الشَّبَص تتكوّن من فروع نباتية وأوراق تختلف في دقّة تقليد الطبيعة بحسب العصور والأقاليم، والملاحظ أنّ موضوعات التوريق الإيراني في القرن السابع كانت مثالا صادقا للطبيعة، وكان ذلك نتيجة تأثّر الإيرانيين بالفنّ الصيني الذي تسرّبت كثير من أساليبه إلى الفنّ الإسلامي الفارسي على يدي المغول في إيران، ثمّ انتشرت من إيران إلى بقية الأقطار الإسلامية، كما تُرى على الخزف القاشاني المصنوع في سوريا أو آسيا الصغرى في القرنين العاشر والحادي عشر. ومع ذلك فإنّ الكثير من التحف والعمائر قد ضمّت رسوما نباتية دقيقة مثل الفروع النباتية وعناقيد العنب وأوراقه وغير ذلك ممّا نُقش في قبّة الصخرة، وقصر المشتى، وعلى منبر جامع القرويين، أو زخارف العقود والنوافذ على ضريح السلطان قلاوون وفي الإيوان الرئيس بجامع السلطان حسن.

مصطلح قريب

مراجع

  • في الفنون الإسلامية. زكي محمّد حسن، 2014م. مؤسّسة هنداوي للتعليم والثقافة.