حركة بطيئة للتربة على سطح منحدر حادّ نسبيا، نتيجة قُوى القصّ التي تكون بمرور الزمن أكبر بقليل من قوى مقاومة القصّ. عادة ما يكون معدّل الحركة أقلّ من قَوْس (سنتيمتر) واحد في السنة، بحيث يصعب اكتشافه إلاّ من خلال الملاحظات المأخوذة على مدى أشهر أو سنوات، كما قد يحدث أحيانا على طول الأسطح القليلة الانحدار، وما يقلّل من هذه الحركة عموما هو وجود العشب أو بعض النباتات التي تثبّت التربة، لذلك يُسهم الرعي الجائر في تبدّد التربة على المنحدرات. على الرغم من أنّ حركة زحف التربة بطيئة جدّا إلاّ أنّه غالبا ما يمكن مشاهدة آثارها، ففي الكثير الغالب ما يسبّب الزحف ميل الأعمدة الكهربية، وأعمدة الهاتف والأسوجة، وانثناء جذوع الأشجار.

على الرغم من أنّ حركة زحف التربة تكون بطيئة جدّا إلاّ نتائجها غالبا ما تكون واضحة.

هناك عاملان أساسيان يُسهمان بشكل كبير في زحف التربة، هما: احتواء التربة على نسبة من الماء، والدورات اليومية للتجمّد والذوبان، فتشبّع التربة بالماء يُسهّل من حركتها نحو الأسفل، وذلك عقب ذوبان ثلجي أو هطول أمطار غزيرة، ممّا يفقد التربة قوّة تماسكها الداخلي، ويسمح للتأرّض (الجاذبية) بشدّها نحو الأسفل، ثمّ إنّ ظاهرة التجمّد والذوبان أو البلل والجفاف يؤدّي إلى رفع التربة وانتفاخها في اتّجاه عَمَدي على المنحدر، ومن ثمّ فإنّ الجفاف أو ذوبان الثلج يسمح للجزيئات بالهبوط إلى مستوى أقلّ ارتفاعا، وعليه فإنّ كلّ دورة من التجمّد والذوبان، أو البلل والجفاف تؤدّي إلى دفع المكوّنات إلى أسفل قليلا. إذن تميل التربة إلى الانتفاخ عندما تكون مبللة وتنكمش عندما تجف بحيث تتم الحركة بطريقة مماثلة لدورة التجمّد. يكون الزحف أكبر حيث تتجمد التربة وتذوب خلال جزء من السنة، فخلال فصل الشتاء في بعض المناطق قد ترتفع الحرورة فوق درجة التجمّد ثمّ تنزل في اليوم نفسه بمرّة واحدة تحت درجة التجمد. عندما تكون هناك رطوبة في التربة، فإن كل دورة ذوبان وتجمّد تحرّك جزيئات التربة بمقدار ضئيل إلى الأسفل. كما أنّ اختراق الديدان للتربة والكائنات الأخرى النبّاثة، تسهّل حركة الزحف تحت تأثير التأرّض.

مسار حُبابتي رمل أثناء الزحف (حجم كلّ منهما أقل من مئقاس) خلال دورة من تجمّد الجليد وذوبانه. قد لا تكون الحركة إلى أسفل عَمَدية بدقّة كبيرة، إذا كان الحُباب المتجاور يتداخل بعضه مع بعض.