نوع من الضبخان، وهو عبارة عن خليط معقّد من ملوّثات الهواء التي تتشكل عندما تتفاعل أذراب الزعات والمركبات العضوية المستطارة المنبعثة من السيّارات مع مكوّنات الهواء الأخرى في وجود أشعة الشمس، مما يؤدّي إلى تكوين ضباب أقهى فوق المدن. يكثر نشوء الضبخان الكيضيائي في غالب الأحيان في الصيف، وذلك لتوافر نسبة كبيرة من ضوء الشمس في هذا الفصل. المكونات الرئيسية للضبخان الكيضيائي هي الجُثار ozone. لا ينبعث الجثار وموادّ التذرّب الأخرى في الهواء مباشرة، بل تتشكّل نتيجة التفاعلات التي تدخل فيها أذراب الزعات والأسهان. بسبب قدرة جثار الزاحوب troposphere (الطبقة السفلى من السكاك) على تشكيل الضبخان، غالبا ما يُشار إليه على أنّه جُثار «رديء» أو «مضرّ» bad ozone. يتسبّب الضبخان الكيضيائي في عدد من المشاكل التنفّسية المزعجة، السعال، وضيق التنفّس، وتقلّص المجاري الهوائية، والصداع، وانقباض الصدر، وتهيّج العين والأنف والحلق.
إنّ التقاء مجموعة من الأسهان وأذراب الزعات مع ضوء الشمس يعطي عدّة تفاعلات معقّدة تنتج عددا من الملوّثات الثانوية، والتي تعرف بالمذرّبات الكيضيائية أو الضبخان الكيضيائي. لوحظ هذا النوع من الضبخان أوّل مرّة في مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتّحدة، في أوائل الأربعينيات من القرن العشرين، إلاّ أنّ تحديد الأسباب والمسبّب استغرق عددا من السنين، وقد كان الاعتقاد في بادئ الأمر (بحسب بلاك كوفيلي، 1992م)، أنّ نشوء هذا الضبخان جاء من مخلّفات المصانع والمحارق، وعلى هذا الأساس، أصدر المسؤولون في المدينة حينها حظرا على حرق القمامة خارج المنازل، واتّخذوا بعض الإجراءات للتحكّم في انبعاث الدخان من المصانع، إلاّ أنّ الضبخان لم يتأثّر بأي من هذه الإجراءات، وبعد ذلك لاحظت السلطات متّهما آخر في نشوء الضبخان وهو ثنائي ذرب الكبريت المنبعث من مصافي النفط، ومن احتراق الفحم الحامل للكبريت، فسارعت السلطات إلى فرض قيود على انبعاث ثنائي ذرب الكبريت، إلاّ أنّ هذه الإجراءات لم تسفر عن شيء هي الأخرى.
وفي نهاية المطاف وبمحض الصدفة تبيّن وبصورة قاطعة أنّ السبب وراء مشكلة الضبخان هو المحرّكات التي تعتمد على الاحتراق الداخلي، وذلك حين قام عالم الكيمياء الحياوية آري هاجان-سميث Arie Haagen-smith بأبحاث للكشف عن المركّبات المسؤولة عن المذاق المبهج للفاكهة، حيث يبدأ الضبخان بالحرورة المرتفعة في المحرّكات، التي تتسبّب في مفاعلة الكثار مع الزعات لإنتاج ذرب الزعات ع2+ك2⭠2ع.ك، وفي الوقت نفسه، تفشل كمّيات متباينة من الوقود في الاحتراق بصورة كاملة، وينتج عن هذا الأمر خليط من «الألدهيدات»، و«الكيتونات»، و«الأوليفينات»، والأسهان العطرية التي تخرج مع دخان العادم. يدخل هذا الدخان إلى السكاك، حيث تتسبّب الأشعّة الفوخزية الصادرة من الشمس في حدوث سَتَلة من التفاعلات، تشمل الكثار الجوّي، وأحادي ذرب الزعات، والمركبات العضوية، وكلا هذين المهاجين شديدي السمّية ومهيّجان، وإضافة لما سبق يتسبّب هذا التفاعل في تكوّن مكوّنات الضبخان الكيضيائي، والتي تشتمل على «الفورمالدهيد»، و«نترات البيروكسي بنزول»، و«نترات البيروكسي أستيل»، و«الأكرولين».