الثوب يُنسج للسلطان، وغالبا ما يُراد به الثوب المزدان بالرسوم الآدمية أو الحيوانية أو النباتية أو الموشى بخيوط ذهبية والمكتوب عليه بالخطوط العربية. استعمل المسلمون في منسوجاتهم الصوف والكتّان، بينما لم يكن الحرير مستحبّا لنهي الإسلام عنه، وأصبح استعماله محصورا في حدود ما سمحت به الشريعة، واستعملت خيوطه للزخرفة بنسب قليلة جدّا. رسم الحائك المسلم على المنسوجات المخلوقات الحية من طيور وضباء وغزلان وأسود وبشر بأسلوب تجريدي وفي أوضاع مختلفة كالمطاردة والانقضاض والصيد، كما رسم الزخارف التي تحمل الأشكال النباتية المختلفة تنم عن حسّ مرهف بجمال الطبيعة، وقد تُدمج كلّ الأشكال أحيانا في قطعة النسيج الواحدة حيث تضمّ الأشكال المنجزة صورا للطيور والحيوانات محاطة بزخارف نباتية أو خطوط كتابية، وقد شاعت الزخارف المرسومة على النسيج في العهود الأيوبية والمملوكية على الخصوص. كانت النصوص الخطّية تحمل مضامين سياسية، فهي تشير إلى أسماء الخلفاء والحكّام والسلاطين، كما تشير أيضا إلى سلطة الحاكم وبَرْزجه الذي يميّزه عن غيره، وبعض الكتابات عبارات دعائية، وقد تطوّرت كتابتها من الكوفي البسيط إلى الكوفي المورّق، وفي القرن السادس حلّ الخطّ النسخي والثلثي محلّ الخطوط الكوفية.