مصطلح قديم يدلّ على الموضع الذي تُنسج فيه الثياب الجياد المزخرفة بالكتابة والصور. أُطلقت تسمية دور الطراز على المناسج الحكومية التي كانت تؤسّسها الدولة أو تُشرف عليها، لكي يُنسج فيها ما يحتاج إليه السلطان وحاشيته من أقمشة، وقد دخلت دور الطراز إلى المغرب والأندلس مع عبد الرحمن الداخل، كما يقول ابن عذارى في البيان المُغْرِب، واستمرّت هذه الدور قائمة في الأندلس إلى أيّام الدولة العامرية، يقول المقْري إن المنصور بن أبي عامر قد أهدى إلى الأمراء المسيحيين قطعا كثيرة من الحرير الطرازي، أي المنسوج في دور الطراز، وقد عُرفت الطُّرُز في أوروبا وانتشرت لدرجة أن أطلقها الكَلِيز على القمصان فقالوا dress من كلمة الطراز العربية، وكان في المرية وهي مدينة واحدة من مدن الأندلس عدد كبير من هذه الدور بلغ على حدّ قول الإدريسي ثمانمئة دار، وحذقت المرية أيضا صنع الحُلل والستور والعُجُر والخُمُر والثياب المُعيّنة التي تزدان بنقط صغيرة تُشبه عيون الوحش، والعَتَابي وهي البسط الغليظة، التي استمدّت اسمها من حي العَتابية في بغداد، ومن كلمة العتابي هذه قال الفرنسيون tapis، وعنهم أخذها الكليز أيضا، كما كانت دار للطراز في القيروان قامت على أنقاض مدينة قديمة من العصر الروماني والبوزنطي، وقد كان بها مصنع نسيج حكومي بوزنطي تغيّر اسمه في العصر الإسلامي فأصبح يُسمّى دار الطراز، وذاعت شهرة دور الطراز في مصر وسوريا والعراق، وكان بعضها في دور الخلفاء أنفسهم. كانت الطُرُز تزيّن أحيانا بخيوط ذهبية وتزخرف بنصوص كتابية، وقد تطوّرت كتابتها من الكوفي البسيط إلى الكوفي المورّق، وفي القرن السادس حلّ الخطّ النسخي والثلثي محلّ الخطوط الكوفية، كما شاعت الزخارف المرسومة على المنسوجات في العهود الأيوبية والمملوكية.

الطِّرازي والمُطرِّز، الذي يعمل بالطِّراز.