معجم المصطلحات الكبير
وازِع
الفساد

الوازع هو إدراك عقلي لوجود سلطة إلهية، أو قانونية، أو مجتمعية، تعاقب على فعل النواهي وإتيان المنكرات، فيكبح استشعار الخوف من هذه السلطة وتوقّع عقوبتها جماح الفرد ويعطّل غريزته العدوانية. يتراتب هذا الوازع إلى وازع ديني، ووازع قانوني أو سلطاني كما يسمّى في الشريعة الإسلامية، ووازع جِبِلّي أو فطري والزاجر الغالب في هذا النوع هو سلطة المجتمع. الوازع الديني هو وازع داخلي ينشأ عن الإيمان الصحيح المتفرّع إلى الرجاء والخوف، ويوكل إليه تنفيذ الأوامر والنواهي الشرعية، ويعرّف بأنّه: «زاجر شرعي قلبي خفي كافٌّ للنفس عن مخالفة الشرع بالقول أو الفعل أو القصد، وأصل هذا الزاجر هو عبارة عن حجج الله عز وجل التي تنهاه عن الدخول فيما منعه الله عز وجل وحظره عليه، وإنها هي واعظ الله في قلبه من البصائر التي جعلها فيه» (شرح مشكل الآثار لأبي جعفر الطحَّاوي، 5\393). أمّا الوازع الجبلّي أو الفطري أو الطبيعي فهو الذي منشأه الطبيعة أو الخلقة أو الغريزة أو الفطرة، وكلّها بمعنى واحد، والذي يدفع المرء في نفسه لجلب المنافع ودرء المضار عنها بدواعي الطبع، مثل تجنّب الإضرار بالنفس، وكذلك عدم إضرار الوالد بولده وتقصيره في حفظ مصالحه، ومن هذا الباب كراهية الإنسان للقدح والذم، وأكل النجاسات وذوات السموم. وقد اعتمدت الشريعة الإسلامية على هذا الوازع أيضا من أجل تنفيذ أحكامها في مجالات المنافع والمضارّ التي تستلزمها النفس البشرية، مثل ستر العورة ومحرمية الآباء والأبناء، ويرجع كلّا من الوازع الديني والوازع الفطري إلى الوازع النفسيائي، لأنّه ينبع من ذات المكلّف ويتشكّل على هدي من إرادته وضميره، لذلك لم يكن مستغربا أن تعمل الشريعة الإسلامية على إيقاظه وتنميته. الوازع القانوني، هو الذي يكون منشأه منفصلا عن نفس المكلّف، والدافع إليه الخوف من عقاب القانون، وهو نفسه المعروف في الشرع الإسلامي بالوازع السلطاني، ويتمثّل في كلّ من وكلت إليه إقامة نظام الشريعة من خلفاء، وأمراء، وقضاة، وشرطة.

مراجع

  • نظرية المقاصد عند الإمام محمد الطاهر بن عاشور. إسماعيل الحسني‎. المعهد العالمي للفكر الإسلامي، الطبعة الأولى، 1416، 1995م. هيرندن، فيرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية.