هو أحد خطوط المصاحف القديمة، أهمّ صفاته المطّ والمدّ، تطول استمداداته الأفقية على حساب ارتفاع أصابعه، ويضيق ذعاعه تبعا لذلك، ويُعاب فيه هذا الإفراط في الاستمداد، اُستعمل قديما في كتابة المصاحف والرسائل، وله قواعد خاصّة بما يُمطّ من الحروف وما لا يُمطّ، ومن تلك القواعد التوازن الذي يجب أن يُراعى في تقسيم حروف الكلمة الواحدة إلى مجموعات يقع بينها الاستمداد، ومنها عدم قابلية بعض الحروف للمطّ كالكاف واللام الوسطيتين. خطّ المَشْق هو الخط السريع، الذي تطوّر أوّلا في مكّة والمدينة خلال القرن الأوّل في الوقت نفسه الذي أخذ فيه الخطّ الكوفي المُبكِّر في التطوّر، فأهمّ صفاته المطّ والامتداد الأفقي لبعض الحروف، لأنّه كان يُكتب بسرعة ممّا يؤدّي إلى إطالة استمداداته الأفقية على حساب ارتفاع أصابعه، وضيق ما بين سطوره تبعا لذلك. كان في عهد الخلفاء الراشدين متردّئا مرغوبا عنه، وقد نُسب إلى عمر بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه الخليفة الراشدي الثاني قوله: شرّ القراءة الهذرمة، وشرّ الكتابة المشق، وأجود الخطّ أبينه. فإن صحّ هذا فإنّه يُمكن أن يوضع هذا النوع من الخطوط في زمن واحد مع أقدمها المكّي والمدني، وقد أدّى ما في المشق من التمطيط والمدّ غرضين: إمكان إحداث التساوي بين أطوال السطور، واتخاذ هذا التمطيط وسيلة من وسائل التجميل في الخطوط الكوفية عامّة.

المَشْق في اللغة الإسراع، يُقال مشق في الكتاب يمشق مشقا إذا أسرع في الكتابة، والمشق عمل الشيء بسرعة.