معجم المصطلحات الكبير
مَخالة
الإعلام والاتصال

يقوم مبدأ المَخالة على عرض صور ثابتة مُصوّرة على قليد (فيلم) ملفوف حول بكرة بسرعة 1\6 من الثانية لكلّ لقطة من الصورة، وهي سرعة كافية لتوهم المُشاهد أنّها تتحرّك، ويُنسب ابتكار هذا القليد ذي الدعامة المرنة، والذي يمكن تلفيفه إلى «جورج ايستمان» George Eastman الأمريكي، ويعتبر «لويس لوميار» Louis Jean Lumière الفرنسي المخترع الحقيقي للمخالة، وذلك بصنعه أوّل جهاز لعرض الصور المخالية والتقاطها في سنة 1895م بفرنسا. تعتبر المَخالة وسيلة اتّصال جماهيرية، فأقلدتها تُشاهدها أعداد كبيرة من الناس يعدّون بالأبلاف، ويتوزّعون على  مدن عديدة ودول، ويتنوّعون اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، ومن خصائصها أنّ مشاهدتها لا تحتاج إلى القراءة والكتابة، فالتعليم ليس ضروريا لها ومن هنا كان نجاحها الكبير في الدول النامية مع المثقّفين وغير المثقّفين، حتّى من الذين لا يجيدون لغة القليد كثيرا، ثمّ إنّها تمتاز بقدرة فائقة على الإبهار والاستهواء، لتأثيرها في حاسّة السمع والبصر عن طريق الحركة والصوت والصورة واللون والموسيقى المصاحبة لذلك، وتكبّر جاشة العرض وتتحكّم جيّدا في الصوت وأماكن بثّه، ممّا يجعل للقليد حيوية وإثارة أكثر. المخالة، صناعة اقتصادية، وفنّ جمالي، واختراع صِنْعي، ومؤسّسة اجتماعية، هذه الجوانب الأربعة هي التي تتميّز بها المَخالة، وقد أصبحت أقلدتها ظاهرة عالمية حَرَكوتية (ديناميكية)، تستعمل التقاليد المحلّية وعوامل التأثير لإشباع حاجات ورغبات جمهور ذي وعي عالمي يتزايد تنوّعه الثقافي، وهذا ما جعل نظرة «مارشال ماكلوهان» إلى العالم كقرية صغيرة تعود لتفرض نفسها على الساحة من جديد. فالتدفقات الثقافية والتيارات المتداخلة التي تشكِّل أكثر الأنواع المخالية العالمية شهرةً، المتمثّلة في القصص التي تعرضها والأفكار التي تقدّمها عن الناس والمجتمعات والمعتقدات هي التي سيقابلها الناس بنحو أو بآخر في حياتهم.

الجانب التجاري للمَخالة

تعتبر صناعة المخالة، لا سيّما الأقلدة الكبرى عملية باهضة التكلفة، بميزانيات ضخمة، فتكلفة إنتاج قليد (فيلم) متوسّط في هوليود تزداد بانتظام من 11 بَلْف دولار في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي إلى 50 بلف دولار في التسعينيات من القرن نفسه، لتصبح سنة 2005م زهاء 64 بلف دولار، ولا يمثّل هذا العدد سوى صافي تكلفة الإنتاج، وهي نفقات صناعة القليد حتى صدور أوّل نسخة سالبة من القليد، والتي سيصنع منها نسخ كثيرة، كما أنّ هناك مبالغ مالية أخرى قريبة من تلك التكلفة مطلوبة للإشهار والتوزيع، ويعني هذا أنّ الأستوديو يجب أن يجني ثلاثة أضعاف التكلفة حتّى يحقّق التعادل بين التكلفة والدخل، ومن أجل هذا كلّه يعتبر التمويل هو العقبة الكبرى أمّام إنتاج الأقلدة المخالية، على الرغم من أن الأقلدة غير الهوليوودية أقل تكلفة عادة، فالقليد الفرنسي أو الياباني الموجّه إلى جمهور نخبوي قد تصل إلى 10 أو 15 بلف دولار. هناك بعض السَّنافات المهمّة التي تستعملها شركات الإنتاج، وهي التمويل في الاقتصاد العالمي المشترك، حيث تُجمع موارد شركتين أو أكثر من شركات الإنتاج، والتي غالبا ما تكون من دول مختلفة، وهذا يزيد من فرص التمويل وتوافر المواهب الفنّية واجتذاب الجمهور، وقد تكون الشراكة مالية في المقام الأوّل.

أدّى ظهور اتّجاهات جديدة في التوزيع إلى تغيّر في تدفّق الأقلدة ذاتها تاريخيا، كانت إيطاليا وفرنسا أكبر موزّعين للأقلدة قبل عام 1914م، وبعد انتهاء الحرب الأممية الأولى، زادت الأستوديوهات الأمريكية من صادراتها من الأقلدة، لأمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا ونيوزلندا، مكتسبة ميزة تنافسية نادرا ما فقدت قوّتها، وبعد الحرب الأممية الثانية ضعفت سيطرة الأستوديوهات الكبرى على الإنتاج نتيجة سنّ القوانين المضادّة للاحتكار وصعود الرَّناة، ممّا أدّى إلى تناقص أعداد الجمهور لا سيّما الأمريكي. وفي ثمانينيات القرن العشرين الميلادي، شجّعت السوق الأوروبية المشتركة الإنتاج الأوروبي المشترك ممّا مكّن المخرجين والكتّاب وزُمْلة الممثّلين، وفريق الأقلدة من القدوم من أي دولة عضوة في السوق، ومع ذلك، فما تفوّق على الواردات الأمريكية إلاّ بعض الدول القليلة، وقد شكّلت الجاذبية الواسعة لأسلوب هوليوود المَخالي والإمكانيات الاقتصادية لصناعة المخالة الأمريكية العامل الأكبر في استمرار الأقلدة الأمريكية في الظهور على جاشات المَخالة حول العالم. تشير الإحصائيات التي أصدرتها جمعية الأقلدة الأمريكية سنة 2011م إلى أنّ إجمالي عائدات شبّاك التذاكر للأقلدة الأمريكية بلغ 32,6 جَلْف دولار، أقلّ من ثلث هذا المبلغ والذي بلغ 10,2 جلف دولار جاء من المشاهدين الأمريكيين والكنديين، ممّا يعني أنّ معظم العائدات هي من الدول الأجنبية، وهذه المبالغ لا تتضمّن أنواع المبيعات الأخرى كالأقراص، أو الرناة الوثيلية cable television، أو وسائل التوزيع الأخرى للأقلدة.

تعتبر المهرجانات عاملا مهمّا في اقتصاديات المخالة العالمية، مثل مهرجان «كان» أو «فينيسيا»، حيث تتيح عرضا متجدّدا لأحدث الأقلدة، لا سيّما النخبوية التي لها جمهور محدود في الدولة المنتجة لها، وميزانيات إشهار صغيرة. افتتح مهرجان «كان» سنة 1939م بديلا عن مهرجان «فينيسيا» التي كانت أوّل مدينة يقام فيها هذا النوع من المهرجانات، حيث جرى تجاهل القليد المناهض للحرب وهو «الوهم الكبير» للفرنسي «جان رينوار» أثناء اختيار الفائز بالجائزة الكبرى في المهرجان والتي كانت تسمّى آنذاك بكأس «موسيليني». وقد بلغ عدد المهرجانات المَخالية التي تقام حول العالم أزيد من أربعة آلاف مهرجان سنة 2012م، حيث يعرض مهرجان «كان» بمفرده زهاء 1500 قليد كلّ عام. كما أنّ العرض في هذه المهرجانات قد يشمل أيضا بعض الأقلدة المحضورة في بلدانها الأصلية مثل، الأقلدة الإيرانية أو الصينية.

يوجد هناك ما يُعرف «بالإنتاج الخارجي»، وهو عندما يجري تصوير قليد في أرض دولة أجنبية، يقلّل ذلك من الضرائب والتكاليف المتعلّقة بالعمالة، وفي الوقت نفسه يخدم غرضا جماليا، لأنّه يوفّر البيئة المتميّزة التي تخدم العناصر الاستعبارية للقليد، كما أنّ التطوّرات البارزة في صناعة المخالة حول العالم هو ظهور التكتّلات العالمية، فقد أصبحت أستوديوهات هوليوود الكبيرة جزءا من تكتّلات إعلامية أكبر، ومن بين الأستوديوهات الكبرى ظلّت شركة مترو غولدن الوحيدة المستقلّة حتّى سنة 2010م، كما أصبحت شركة كولومبيا جزءا من شركة سوني، بينما أصبحت فوكس جزءا من شركة نيوز كوربوريشن، وأصبحت وانر براذرز تابعة لشركة تايم وارنر. وفي عام 2012م أصبحت شركة ديزني تمتلك استوديوهات إنتاج مخالي، وشبكات رناتية وإذاعية، وقنوات للرنوات الوثيلية، ودور نشر، ومتاجر تجزئة، ومصانع ألعاب ومنتجات، ومدنا ترفيهية حول العالم. واستمرّت الشركات الكبرى تلتهم الشركات الصغرى في محيط اقتصادي مستمر في الاتساع. لا أحد يعرف عدد الأقلدة التي تنتج سنويا، فطبقا لأحدث التقديرات، فإنّ أكثر من مئة دولة تشارك في إنتاج ما يصل سنويا إلى أربعة آلاف قليد في المتوسّط، تنتج آسيا لوحدها نصف هذا العدد، وأوروبا الثلث، وتشترك إفريقيا وأمريكا اللاتينية والدول العربية في إنتاج نحو عشرة في المئة من الإنتاج العالمي.

الجانب الصِّنْعي للمخالة

 

الجانب الفنّي للمخالة

 

الجانب الاجتماعي للمخالة

مترادف

سينِما

لغة كلزية

cinema
لغة فرنسية

cinéma
مراجع

  • السينما العالمية من منظور الأنواع السينمائية. تأليف: ويليام ڤي كوستانزو، ترجمة: زياد إبراهيم. مؤسسة هنداوي سي آي سي، 2019م.
  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.

أنطونيو فيليسيانو، البالغ 75 سنة، يخشى أن يكون آخر عارضي الأقلدة البرتغاليين المتجولين، بعد ستة عقود من السفر لمسافة أربعة أبْلاف إقاس، عرض خلالها 4000 قليد في القرى النائية في البرتغال. تصوير: Rafael Marchante، رويترز، مصدر الصورة: avaxnews.

تسمح قاعة المخالة المؤقتة الموجودة تحت جسر عمره 140 عاما في العاصمة الهندية، للفقراء الذين يجرون عربات الريكاشة والعمال المهاجرين بالهروب من المشقة اليومية والحرارة الشديدة إلى عالم من أغاني بوليوود والرقص والرومانسية، وهي عبارة عن خرق بالية تعمل كستائر وحصائر أرضية، تعرض هذه المخالة أربعة أقلدة في اليوم. تصوير: Cathal McNaughton، رويترز، مصدر الصورة: avaxnews