خطّ أحدثه الأتراك منذ عهد السلاجقة في آسيا الوسطى (646-700) وهو متعدّد الأنواع لتعدّد أشكال رسوم حروفه التي تكاد أن تُستبهم على الحذّاق في قراءة الخطوط القديمة، وذلك لفقدان القواعد الأساسية التي بُنيت عليها تراكيب الحروف على مرّ الزمن، وقد اندثر هذا الخطّ منذ القرن الثاني عشر، ورسوم حروفه أشبه ما تكون بالخط الديواني ممزوجة بخطّ الرقعة وبالخطّ الكوفي، وهو على نوعين، منقوط وغير منقوط، وكانت رسوم حروفه القديمة أجمل ممّا آلت إليه. يُعرف خطّ السياقة أيضا بخط السياقت، لم يُستعمل هذا الخطّ المعقّد إبّان عظمة الدولة العثمانية إلاّ للاحتفاظ بسرّيته في أمور سجلاّت الأملاك ودفاتر «الحقّانية» والشؤون المالية وقيود الأوقاف، وأخصّ ما كان يُستعمل في كتابة الحروز التي يحملها النّاس وقاية لهم من الحسد وحفظا لهم من السحر، أمّا تسميته بالسياقت فلا يُعلم السبب، ولعلّها مأخوذة من سياق المعنى والقرينة عند قراءته لفهم السابق على اللاحق، كما كان الأمر في قراءة الخطّ الكوفي الأوّل في صدر الإسلام، ولهذا الخطّ أرقام خاصّة به مختصرة من الأرقام العربية. وذكر محمّد طاهر المكّي عن صاحب اليقين أنّ الدولة العثمانية كانت تستعمل خطّ السياقة قبل هذا القرن (الرابع عشر) في الكرّاسات الخاقانية والأوقاف وقوائم الحسابات المالية، كما كان متداولا في الصحف المصرية حتّى زمان يسير، وكان لهذا الخطّ أرقام خاصّة غير الأرقام الهندية. وقال أيضا: «ولم أطّلع على هذا النوع من الخطّ إلاّ على ما أرسله إلي الفاضل محمّد علي أفندي العوفي الذي يعمل في الديوان الأميري بمصر وطيّه سند مالي، وصورة ترجع إلى ما قبل 150 سنة، فتبيّن لي أنّ هذا الخطّ كان معروفا في تركيا ومستعملا». وعلى كلّ حال فإنّ خطّ السياقة مجهول الهُوِيّة مغلق صعب القراءة وُجد عن طريق حذف الحروف واختصارها، وهو أشبه بالخطّ المُعمّى أو الطلاسم، ومازال بعض التجار في إيران يستعملون بعض الأعداد من هذا الخطّ، فعشرة يرسمونها «عسا» و«عـ» للعملة ومن الألف رسموا «الـ»، والخمس رسموا له «صـ».
- مصوّر الخط العربي. ناجي زين الدين المصرّف. الطبعة الثالثة، 1400. مطبوعات المجمع العلمي العراقي ببغداد. دار القلم، بيروت. لبنان.
- أطلس الخطّ والخطوط، حبيب الله فضائلي. ترجمة الربيز : محمّد التونجي. الطبعة الثانية، 2002م. دار طلاس، سوريا.
- تاريخ الخط العربي وآدابه. محمّد طاهر عبد القادر الكردي المكّي الخطّاط. الطبعة الأولى 1358. مكتبة الهلال، المطبعة التجارية الحديثة بالسكاكيني، مصر.