يُعتبر متحف الفن الإسلامي القطري عملا معماريا ضخما، يمثّل العمارة الإسلامية في أبهى صورها، وهو أحد المشاريع التي أنجزتها هيئة متاحف قطر التي تأسست عام 2005م، والتي تشرف عليها الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة هيئة أمناء متاحف قطر. وقد استوحاه مهندسه الأمريكي «آي إم باي» الصيني الأصل (ولد عام 1917م) من نموذج السبيل في «نافورة الوضوء» التي بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي بمسجد «أحمد بن طولون» في القاهرة، وكان الهدف منه أن يكون قاعدة تعليم، ومنصّة حوار بين شعوب العالم تعزّز ثقافة الفنون وتمدّ جسور التواصل بين الشرق والغرب. ويقع المتحف على جزيرة اصطناعية أُنشئت خصّيصا ليقام عليها هذا المتحف ويبعد عن «كورنيش» الدوحة بستّين قاسا، ويتصل بالبر عبر جسرين أحدهما للمشاة والآخر للسيارات، إضافة إلى حديقة واسعة. ويتألف مبناه الرئيس من خمسة طوابق وجناح تعليمي يتصلان معا بساحة مركزية، ويرتفع المبنى 50 قاسا ويحتوي على كُفاحة بديعة تصل إلى 45 قاسا على واجهة الخليج الشمالية، حيث تظهر مياه الخليج عبرها رائعة رقراقة، وتبلغ مساحة المتحف الكلّية زهاء 35 ألف قاس مربع، ومساحة المعرض الدائمة والمؤقّتة زهاء 4225 ق²، زيادة على جناح تعليمي، ومكتبة، ومخزن مقتنيات، ومسرح.

افتتح المتحف مساء يوم السبت 22/11/2008م وقد ضمّ تحفا نادرة من ثلاث قارات تعود إلى عصور مختلفة متوزّعة على مدى 1400 سنة، وهو مركز علم وبحث وإبداع، اُستعملت فيه وسائل الصنعياء المتطوّرة التي تُتيح عروضا بأبعادها الثلاثة للمبتكرات التي أنتجها العقل المسلم في رحلته الطويلة خلال مئات السنين. ويحتوي المتحف على كثير من المخطوطات والخزف والفلزات والمعادن والأحجار الكريمة والزجاج والعاج والآلات والساعات والمنسوجات والأخشاب، حيث تتميز التحف المعروضة بقيمتها الفنية العالية وجودتها الكبيرة. كما يقدّم المتحف أكثر من 800 تُحفة تمثّل حقب التاريخ الإسلامي كلّها، منها «قلادة» من اليشم صيغت سنة 1631م تعود إلى الشاه جاهان الملك الحزين الذي أنشأ تاج محل، ويعرض المتحف وعاءً خزفيا أبيض من العراق يرجع إلى القرن التاسع الميلادي، يوضّح التأثير الثقافي المتبادل بين المسلمين والصينيين في هذا الفنّ، كما يعرض صفحة من القرآن الكريم تعود إلى القرن 14 الميلادي، كتبت للعاهل تيمور. ويضمّ المتحف أسطرلابا نحاسيا يعود إلى العصر الأندلسي (1309م)، وهو واحد من النماذج التي صنعها أحمد بن حسين بن باسو العالم الفلكي الشهير، الوقّات في مسجد قرطبة، ومن بين المعروضات المتميّزة أيضا كتاب النجوم الذي ألّفه السوفي في العراق سنة 1125م.