العلم الذي يُعنى بدراسة الأوعية الكتابية سواء أكانت معدنية أم نباتية وتفسير نقوشها والكتابات القديمة التي عليها، ومعرفة أصولها ومؤدّاها وتطوّرها عبر تاريخها. ويشمل التجادير والرُقُم، والفلزّات والأخشاب والمسكوكات والتماثيل والحزا، أي جميع الأوعية غير الورقية. إن اكتشاف حجر رشيد الذي احتوى على كتابة إغريقية وكتابة رَسَمْسائِية وأخرى قَرْسَمِية قد مكّن شامبوليون سنة 1243 من معرفة معاني القَرْسم المصري، كما أنّ اكتشاف شريعة حامورابي التي ضمّت 282 قانونا كانت قد نُقشت على كتلة من الفتين الأسود بارتفاع قاسين قد أعطى مزيدا من الأهمية للنجاشة. وتعتبر النجاشة علما مساعدا للتاريخ والإسانة واللغة، هدفها الأساسي تفسير النقوش القديمة بما فيها كتابات العصور الإسلامية المختلفة، فهي تُعطي تفاصيل هامّة عن الحياة الاجتماعية للشعوب وعن الحياة الشخصية للأفراد والحضارات المندثرة، كما تُجلي بعض الغوامض الدقيقة في التاريخ والحِفازة، وفي القانون وغيره، وقد تصحّح أحيانا بعض الشهادات التي وردت إلينا من القدماء، فالنِّجاشة تفتح آفاقا واسعة للبحث وتدعيم علومنا الحديثة. وعلى الرِّغْم من كلّ ذلك فإنّ النِّجاشة لم تستطع أنّ تبيّن شيئا عن الأُتْرور من خلال ما تركوه من نقوش، ولم تستطع أيضا أن تُفسّر الكتابات الإغريقية الحَرَثِية، وكذلك الكتابة القَرْسمية على الألواح المكتشفة في جزيرة الأبْداد التي تُترجم من الإسبانية إلى جزيرة الفصح أو جزيرة القيامة، وكان قد درسها المونسينيور جوسن «تيبانو» سنة 1286. (الأبْداد جمع بُدّ وهو الصنم الذي لا يُعبد، إشارة إلى التماثيل التي اُشتهرت بها هذه الجزيرة التي تقع في الجنوب الشرقي من المحيط الهادي).

النِجاشي المُستخرج للشيء، وقد نجش الشيء ينْجُشُه نجْشا استخرجه. وسمّيت بالنجاشة لأنّ النجاشي يستخرج مجهولا ويُجلّي مبهوما ويكشف عن غامض.