معجم المصطلحات الكبير
وكالة أنْباء
الإعلام والاتصال

منظّمة أو هيئة أو مؤسّسة تعمل في مجال التلحيص، فتقوم بجمع الأخبار والصور والموضوعات الصحافية، وصياغتها ثمّ تقديمها للبَلَغ وللمشتركين في خدماتها من الأفراد والمؤسّسات الصناعية والمالية الكبرى. وصنّفت اليونسكو وكالات الأنباء في العالم إلى أربعة أنواع: الأوّل منها، وكالات حكومية رسمية، وهي أغلب وكالات الأنباء في العالم. والثاني، وكالات مستقلّة ذاتيا ومنها وكالة الأنباء الفرنسية AFP. والثالث وكالات تعاونية، منها AP الأمريكية ورويترز البريطانية. والرابع وكالات تجارية، من بينها UPI الأمريكية. وتُقسّم أيضا إلى وكالات دُوَلية وأخرى محلّية أو وطنية أو قومية والتي يقتصر نشاطها على دولة واحدة. كما تُقسّم حسب حجمها إلى: (1) وكالات عملاقة، وتشمل الأربعة الكبرى تحديدا. (2) الوكالات القومية أو الوطنية. (3) الوكالات الوسيطة التي تصنّف بين العملاقة والوطنية، ولها دور دُوَلي معيّن مثل: كيدو اليابانية، والوكالة الألمانية. (4) الوكالات الإقليمية، مثل: مجمّع أنباء دول عدم الانحياز قديما، ووكالة أنباء الخليج وغيرهما.

تعتبر وكالات الأنباء في الدول الغربية اليوم ملكية خاصّة شأنها في ذلك شأن جميع وسائل الاتصال، لذلك تقوم على أساس البيع والربح لتغطية نفقاتها وتوزيع خدماتها، على العكس من الوكالات المحلّية في الدول النامية التي لا تخضع لهذا المفهوم، وكثير من الجرائد والمجلات والرَّنَوات والإذاعات في مختلف دول العالم تشترك في خدمات وكالات الأنباء سواء كانت محلّية أو عالمية، لأنّه لا توجد وسيلة بلغية صحافية في العالم مهما بلغت قوّة إمكانياتها تستطيع أن تبعث بالمراسلين الصحافيين إلى جميع مناطق العالم، وتضطلع الوكالات الغربية بدور على نطاق بالغ الاتساع بسبب حجمها، وقوة الوسائل الصنعيائية التي تستعين بها في جمع المعلومات، وتوزيعها بلغات عديدة، وكلّ وكالة لها مكاتب في أكثر من مئة دولة، وتستخدم آلاف الموظّفين المتفرّغين والمراسلين غير المتفرّغين، يقومون بجمع الأبْلاف من الكلمات كلّ يوم وتوزيعها على نطاق محلّي وعالمي، كما تستعين وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية بالعديد من الخدمات الإعلامية تُسمّى «الخدمات الإخبارية الإضافية» حيث تقوم بإعداد تقارير مفصّلة وتوزيعها، تُلحِّص بها الأحداث اليومية الهامّة، بالإضافة إلى مقالات وتحقيقات تشرح خلفية هذه الأخبار، فهي تُركّز على التلحيص المُعمّق والدقيق لعدد محدود من الأحداث، بينما تركّز وكالات الأنباء على التلحيص الشامل والسريع لها. وتتعدّى خدمات هذه الوكالات لتشمل العلاقات العامّة أحيانا، وإعداد المقالات والتحقيقات والصور والمَيَش (audiovisuel) وستلات الرسوم المتحركة، والرَّسابين (الرسوم البيانية) وكلّ ما يُساعد على الإحاطة بما يجري في العالم وبجميع الاهتمامات.

تُعدّ مشكلة الاختلال في تبادل الأخبار والمعلومات على المستوى الدولي من المشكلات الأساسية في الصراع بين الشمال المتقدّم والجنوب النامي، فهي ظاهرة دولية عامّة ومن المشكلات المتجدّدة والمستمرّة والمؤثّرة على واقع الأحداث اليومية، فالوكالات الدولية تحتكر جمع الأخبار ونشرها على الصعيد الدولي، مع غلبة أخبار البلدان الصناعية على أخبار البلدان النامية. وقد تصدّى لهذه المسألة الكثير من الخبراء والمهتمّين بالبحوث والدراسات للتخفيف من حدّتها وآثارها السلبية، منها اللجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلام والتي كُلّف بترؤسّها الإيرلندي «شون ماكبرايد» Seán Macbride، والذي أصبح اسمه مترادفا لاسم هذه اللجنة «لجنة ماكبرايد»، وقد ضمّت نخبة من الخبراء والمتخصّصين في مجال الإعلام والاتصال من دول عديدة في العالم. ووكالات الأنباء في حقيقتها هي انعكاس للشكل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تعمل فيه، وعلى الرغم من ادّعاء كلّ وكالات الأنباء الاستقلالية والحيودة، إلاّ أنّ بعضها كثيرا ما يخفي وراء أخباره أغراضا وأهدافا سياسية وذهنيائية، تعكس في حالات كثيرة الأهداف والمصالح السياسية لحكومات تلك الدول التي تصدر منها.

في خلال فترة حرب أمريكا على العراق، تجلّت الفروق في التلحيص بين الوكالات الغربية والأمريكية على الخصوص وبين الرَّنَوات العربية، حيث اختارت الرنوات العربية الكتابة حول «الحرب على العراق» بينما أعدّت وسائل الإعلام الأمريكية تقاريرها حول «الحرب داخل العراق» وبالنسبة لرناة الجزيرة فقد كانت مهتمّة بإعطاء مساحة كبيرة للمسؤولين العراقيين خلال الأسابيع الأولى من الحرب، زيادة على بث شرائط تسجيل خاصّة بصدّام حسين وخطاباته، وفي الوقت الذي حصلت فيه الأصوات المندّدة بالحرب على اهتمام كبير، حصلت الأصوات المؤيّدة للحرب على القليل، بينما كانت الوسائل الغربية والأمريكية على الخصوص متحيّزة إلى جانب العدوان الأمريكي على العراق، وتقابل تصريحات الصحّاف وزير الإعلام العراقي في عهد صدام حسين بالسخرية والتهكّم، وتقوم بالتلحيص بمرافقة الجنود الأمريكيين والتصوير من جهتهم لتعطي شعورا لمتتبعيها بأنّهم يحاربون العدو معهم، وأنّ العدو الذي يجب أن يهزم يوجد في الجهة الأخرى. وناصرت MSNBC مبدأ التلحيص القومي بقولها: «إنّه ليس تضاربا أن تقول إنّك أمريكي قومي وصحافي أيضا. كما أنّه ليس تضاربا أن تقول إنّك مؤمن بقواتنا وتريد عودتهم لديارهم سالمين، ومن ناحية أخرى أنت مراسل وعملك هو أن تسأل كلّ فرد تقابله أسئلة تحاول من ورائها اكتشاف كلّ زاوية للقصّة».

مصطلح قريب

لغة كلزية

news agency
لغة فرنسية

agence de presse
مراجع

  • وكالات الأنباء والتحكّم الإخباري. الربيزة: سهام حسن علي الشجيري. نبلاء ناشرون وموزّعون، دار أسامة للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى 2014م. عمان، الأردن.
  • مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.
  • صناعة الأخبار العربية. نهى ميلور، ترجمة: حنان عبد الرحمن الصفتي. الطبعة الأولى 2010. المركز القومي للترجمة، مصر.