اتحاد بلّورتين أو مجموعة من البلّورات ذات الطبيعة الواحدة وتلاصقها وَفْق قوانين هندسية دقيقة، مرتبطة بعناصر تناظر النظام البلّوري، ولا يحدث هذا التلاصق أو الاتحاد بين البلّورات بصورة عَرَضية، فهو يختلف عن التراكب الذي يحدث بين البلّورات نتيجة تلامس الجَرِيم nucleus of a crystal خلال نموّه، فأثناء النمو البلوري المنتظم، تُضاف طبقة شبيكية lattice layer واحدة بعد الطبقة التالية إلى نصيل البلّورة. تحتوي الطبقة الجديدة على البِنْية نفسها والتكوين للطبقة السابقة، ويكون لها الاتجاه نفسه، الشكل (1). ومع ذلك، قد يحدث أحيانا أن تضاف طبقة جديدة في الاتجاه الخاطئ، مع الحفاظ على الاستمرارية والتماسك، الشكل (2). يزيد هذا التغيير في الاتجاه الطاقة الداخلية بشكل طفيف جدّا، لأن العُقد التي تقابل النصيل السابق مباشرة هي الوحيدة التي لم تعد في وضع متّزن. والنتيجة النهائية هي بلورة ثنائية ذات بنية وتكوين متطابقين يفصل بينهما خالِم في موضع التغيّر أو الخلل، ولكن باتجاهين مختلفين. يسمى هذا النمو بالتلادب، وعادة ما يتم التعرف عليه من خلال حقيقة وجود زوايا داخلة لا توجد عادة في البلورات المفردة. في بلّورة واحدة ومن دون اعتبار للبلّورات العَقَنِية أو الهيكلية dendritic or skeletal crystals، فإنّ جميع الزوايا بين الأنصلة تكون أكبر من 180° عادة، عند قياسها من الجهة الخارجية للبلّورة. مثل ں في الشكل: (1) (الزاوية بين القطبين والنصيلين هي 360°-ں. تظهر اللدابة في الشكل: (2) بزاوية داخلة ى أصغر من 180°).
بشكل عام، تُعرّف اللدابات على أنّها نمو متشابك حيث يلتصق الجزءان (اللدابة والمضيف) على نحو يبدو أحدهما انعكاسا للآخر، أو كما أنّ أحدهما قد دار بالنسبة للآخر 180°، يُسمّى السطح الذي يفصل بين الجزأين «بخالِم التلادب» twinning plane وهو الذي إذا ما انعكست من خلاله إحدى البلّورتين لانطبقت على الأخرى، ويُسمّى «محور التلادب» twinning axis المحور الذي إذا ما دارت حوله إحدى البلّورتين المتلادبتين بالنسبة إلى الأخرى بزاوية قدرها 180° لحلّت محلّها، أو لاتّخذت وضعا مماثلا. أمّا الخالِم الذي تلتصق وَفْقه بلّورتان فيُسمّى «بخالم التلاصق» adjacency plane، ويُمثِّل هذا الخالِم أحد الأنصلة الممكنة من البلّورتين أو أحد الأرْشِية المستوية ذات الكثافة العقدية العالية، وفي حالات أخرى تكون مؤلّفة من صفوف توازي صفوفا مماثلة في كِلا البلّورتين، وتكون الكثافة العقدية عليها كبيرة أيضا.
مقطع عرضي من خلال شبيكة orthorhombique لبلّورة رقم 1 غير متلادبة، تُقابلها لدابة من البلّورة 1 الممثّلة بالشكل 2 في وضع مائل، تتوافق الذرّات الموجودة في الخطّ س،ص مع اتجاهين مختلفين اتجاه شكل البلورة الأولى حيث الدوائر متصلة، واتجاه شكل البلورة الثانية حيث الدوائر متقطّعة، وفي حال ما تمّ اختيار الشكل الثاني وهو الوضع المائل مع الخطوط المتقطّعة، فإنّ بلّورة متلادبة ستتشكّل، يمكن اعتبار مثل هذه اللدابة نتيجة دوران 180° حول الخط س،ص أو انعكاس عِناسي (مرآتي) على طول الخطّ س،ص.
يحدث التلادب وَفْق قوانين مختلفة، حيث يأخذ محور التلادب وخالمه وسطح الالتصاق اتّجاهات ومواضع مختلفة حسب كلّ حالة، وبصفة عامة فإنّ التلادب يكون على نمطين رئيسين:
1- التلادب بالتلامس أو بالتلاصق contact twins، ويكون فيه سطح التلاصق مستويا مُحدّدا، يفصل بصورة واضحة البلّورة الواحدة عن أختها، وغالبا ما يكون موازيا لأحد الأنصلة البلّورية لكِلا البلّورتين الملتصقتين.
لُداباتان نموذجيتات بالتلامس في: (أ) (001) التلامس في الجبس (ذَنَب الخُطّافة)، (ب) لُدابة صفيحية. [010] التلامس في المُهاق، البَرْجَد الثلاثي (وفق قانون القُهاف).
2- التلادب بالتواشج أو بالتداخل reflection twins، ويحدث بتداخل البلّورتين الملتصقتين المشكِّلتين للدابة، وقد يكون التداخل جزئيا أو كلّيا بحيث تخترق كلّ بلّورة الأخرى اختراقا كاملا، فتظهران كأنّهما بلّورة واحدة معقّدة، لذلك يكون سطح التلاصق في هذا النمط غير مستو بل متعرّجا أو متدرّجا.
لُداباتان نموذجيتات بالتواشج. (ج) [100] تواشج مزدوج للفُصام، (د) [011] لُدابة الخُشاش المكعّبة.
تُسمّى اللُّدابة بسيطة إذا كانت تضمّ جزئين فحسب، أمّا إذا كانت تضمّ أكثر من بلّورتين (ثلاثة أو أربعة أو ستّة أو ثمانية، وفي القليل النادر أكثر من ثمانية) فتُسمّى لدابة متعدّدة. كما نجد حالة خاصّة من اللُّدابات المتعدّدة وهي اللدابة المتكرّرة macle polysynthétique التي تضمّ الكثير من البلّورات المتناوبة ذات الحجوم المتقلّصة في بعض الأحيان والرقيقة جدّا.
تتشكّل اللدابات أثناء نمو البلّورات، لا سيّما في حالة جَريمٍ أي في حالة بلّورات جنينية صغيرة جدّا، فهذه البلّورات المجهرية التي توجد في الصُّهارات والمحاليل تكون في حركة دائمة غير منتظمة، وتلتقي مع بعضها بعضا في أوضاع متوازية أو في أوضاع أخرى متلادبة، فتستمر في النمو لتعطي الأشكال البلورية المختلفة التي نشاهدها في الطبيعة.
ينتج عن التقارب بين الجريم على النحو المتوازي، استمرار النموّ واندماج البلّورات الملتصقة لتتكوّن في النهاية بلّورة واحدة، ويظهر هذا التلاصق المتوازي بصورة واضحة في حالات النمو النهائي للبلورات، وقد تلتقي البلورات الصغيرة بصورة غير موجّه أي على نحو عشوائي، فلا يحدث بينها أي تلاصق، بل يبتعد بعضها عن بعض بتأثير تيّارات النمو أو الحمل. أمّا إذا التقت البلّورات المجهرية على نحو متلادب، فحينئذ يلتصق بعضها ببعض وتعطي مختلف أنواع اللدابات، ويظهر فيها التلادب في أي مرحلة من المراحل التي يتوقّف فيها النمو. يُعتبر التلادب أكثر شيوعا وانتشارا في عالم المعادن من التلاصق المتوازي، إلاّ أنّه من السهل الخلط بينهما، وللتفريق بين النمو المتدرّج والمتوازي وبين التلادب يُشترط في هذا الأخير رؤية الزوايا الداخلة والانعكاسات نفسها على نصيلين مختلفين في اللدابة والمضيف، وإمّا لا فهو نمو متوازٍ. قد يحدث التلادب أحيانا بانتقال من بنية بلّورية معيّنة إلى أخرى مختلفة عنها، أي الانتقال من شكل إلى شكل آخر متباكل polymorphe، كما في مثل انتقال الخراز السداسي عالي الحرارة (الخَوْرز) إلى الخُراز الثلاثي منخفض الحرارة (الخَيْرز)، ولا يعطي هذا الانتقال بلّورة واحدة مفردة، أو تجمّعات بلّورية عشوائية، بل يشكّل لدابات موجّهة ذات سطوح تلاصق متعرّجة.