تتنوع الخطوط الإسلامية من حيث البِنْية إلى ثلاثة أنواع وهي : الخطّ المفْرُوك والخطّ الزهيل والخطّ المُكوّف أي المنسوب إلى الخط الكوفي في شكله، والخطّ المفروك والزهيل خطّان يقومان على آداء القلم وحركة سيره على وعاء الكتابة، بينما يقوم الخطّ المكوّف على مبدأ الرسم، وتُعتبر أغلب الأشكال التي تُستعمل اليوم في الإعلام والصحافة ووسائل الطباعة المختلفة وفي الإشهار خطوطا مكوّفة.
يمتاز الخطّ الزهيل بسير القلم في الكتابة سيرا متواصلا وبحركة طبيعية من دون ارتداد حاد في ليونة ونعومة وانسيابية كبيرة، ونلاحظ في الخط الديواني أن سير القلم يصنع استدارات تُشكّل جزءا من دوائر مختلفة الأقطار، ويتطلّب سير القلم حركة دائرية مع ميل للحروف يبلغ مداه الكبير في الخط الديواني وأدناه في خط الرقعة، وفي الخط الفارسي تتشكّل الحروف على هيئة بيضوية مفتوحة تتولّد عنها فراغات ذات أهمية في إبراز شكل الحروف المميّز، وأشكال الخطّ الزهيل هي الديواني وجليّه، والفارسي والسنبلي والرقعة والصيني.
بينما يسير القلم في الخطّ المفْرُوك بانضباط شديد وفق خطوط هندسية حادة كالمثلّث والمربّع لذلك يصلح فيه الترويس، ثمّ يرتد القلم راجعا إلى الخلف بشيء من الحدّة، وتتصّل الحروف فيما بينها بنهايات رقيقة تتولّد عنها فراغات تشكّل إيقاعا منتظما، كما تنحو الحروف في العديد من أجزائها إلى الاستقامة الدقيقة ذات النهايات المقوّسة التي تحتاج إلى فركة القلم عند كتاباتها، والخطّ المفروك الذي بقي مستعملا اليوم هو الثلث والنسخي والإجازة.
أمّا الخطّ المُكوّف فهو خطّ محدث في أغلبه يُخالف سائر الخطوط المنسوبة التي تُقدّر بميزان النقط، وحروفه ترسم رسما حيث يُنظر فيها إلى التناسق والتناسب والتشابه والجمال، يكثر فيها التدوير والتزوّي، كما أنّ بعض الحروف فيه لا تُكتب إلاّ بشكل واحد في الابتداء والتوسّط والتطرّف، واشكاله كثيرة العدد ظهرت في المبتكرات الحديثة من وسائل الكتابة والطباعة، تُستعمل في الإشهار والجرائد والمجلات وعلى السلع وغيرها، والخطّ المكوّف لا يخلو من البهجة والروق.