ارتبطت الخطاطة عند الغربيين بفن زخرفة المخطوطات وهو ما يُعرف بالنِّمامة أو فنّ المنمنمات، فلم تكن في أوّل أمرها سوى أعمال موجّهة إلى إعادة كتابة المكتوب بطريقة وفيّة كما تركه أصحابه الأولون، وفي بعض الأحيان قد يتوجّهون ببعض العناية والاهتمام لمزيد من تحقيق أشكال الحروف لتيسير قراءتها على متصفحّي الكتب. وفي القرن الثالث عشر الميلادي بدأت تظهر على هذا الفن بعض البوادر الزخرفية والفنّية لا سيّما في الأديرة والكنائس، إلاّ أن ظهور الطباعة قد ضعضع مكانة الخطاطة، فتدهورت وقلّ شأنها والإقبال عليها. على الرغم من أنّ الطباعة قد أعطت نماذج رِتابية تميّزت بأشكال هندسية جميلة، إلاّ أنّ الكتابة الغربية فقدت بهذا الأصالة التي تُكتسب عادة من الأعمال اليدوية المشحونة بالعواطف والانفعالات الإنسانية.

بدأت الخطاطة الغربية في العصر الحديث مع الفنّانين البريطانيين، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، مثل: وليام موريس William Morris (1834-1896) أحد مؤسّسي مدرسة الفنون وحركة الِحَرف اليدوية، لا سيّما إدوارد جونسون Edward Johnson (1872-1944) الذي سيكون مدرّسا للخطاطة الغربية في هذه المدرسة، وسيكون إريك جيل Eric Gill وآنا سيمونز Anna Simmons طالبين فيها، وقد قامت آنا بنشر أصول الخطاطة الغربية في ألمانيا وترجمت كتابها الذي أخذ علوان: «الكتابة والإضاءة والحروف» Writing & Illuminating & Lettering كتبته سنة 1906م. نشر أيضا رودولف كوخ Rudolph Koch في البلد الذي درّست فيه آنا سنة 1900م، كتابه الذي وسمه «بالخطاطة في خدمة الفن». وقد كان لكوخ تأثير كبير على مصمّم الرُّتب الطباعية هيرمان زابف Hermann Zapf. بالطريقة نفسها تعلّم أدريان فروتيجر Adrian Frutiger بعد الحرب الأممية الثانية في زيوريخ من دروس باوهاوس Bauhaus. نجد أيضا في الولايات المتّحدة الخطّاط بول ستاندرد Paul Standard، وفي فرنسا ظهر رينيه هنري مونش René-Henry Munsch الذي تعلّم في مدرسة إستيان، وقد كان له تأثير ملحوظ في التعريف بالخطاطة الغربية وتعليمها، حيث نشر كتابا بعلوان: «الكتابة ورسمها» سنة 1948م.