جسم يتميّز ببناء ذرّي غير منتظم أو غير متبلور، فهو يفتقر إلى ترتيب ذرّي داخلي منظّم طويل المدى، ومن ثَمّ لا يبدي أشكالا هندسية مُنصّلة، مثل، الأمْهِجة، والأسوال، والزجاج، أو بعض المعادن، مثل: الطُّهاش (الأوبال)، والمُغار (الليمونيت)، والغارنيرايت، والكولوفان. وقد بيّنت الأشعّة السينية عن الزجاج وجود بعض الترتيب على شكل دوائر متراكزة أي متّحدة المركز، لكنّه بعيد عن التمام، وافتقار الزجاج إلى هذا الترتيب الطويل المدى يظهر في سلوكه عندما يتكسّر، فبدلا من أنّ يتوصّم على مستويات مسطّحة ملساء وزوايا مميّزة بين الأنصلة، فإنّ الزجاج يُعطي مَكسرا محَاريا، منحنيا وأملس، شبيها بالصَّدَفة.
(أ)- بنية كوثبية بلوّرية، (ب، ج)- مثال عن البِنى الزجاجية الكوثبية. (ب)- بعض الجزر المتبقية من الرِّشاء، تتميّز بالتنظيم. (ج)- البِنى العنصرية مُشكّلة على نحو تخلو فيه من التماثل والدورية.
تتكوّن المعادن المتغلورة في ظروف التبرّد السريع للمُهْل، حيث تقلّ حركة الجزئيات إلى حدّ لا تتمكّن فيه من التوزّع في نظام شبكي معيّن، كما أنّ الزجاج الطبيعي يشكّل اللِّياط للبلّورات في أغلب اللابات، وفي بعض الحالات يُعطي صخورا متميّزة، مثل: الأَسَر obsidienne وهو الزجاج البركاني. إنّ حالة الأجسام الصلبة المتغلورة لا تكون مستقرّة، فمع مرور الوقت تأخذ بالتبلور، فالزجاج الطبيعي أو حتّى الصناعي على سبيل المثال، يبدأ في التبلور في نهاية المطاف، فتظهر عليه مجموعة من البلّورات الصغيرة، علما أنّ زيادة سرعة حركة العناصر بالتسخين تسرّع عملية التبلور. لا توجد أجسام وَسَطِية بين البِلّورات والغِلّورات يمكن لها أن تمتلك بِنى تدريجية، فالانتقال من الطور الغلّوري إلى البلّوري يحصل بمرّة واحدة، وذلك بانتظام كامل لعُقد الرشاء أو ذرّات العناصر الكيميائية، يصحبه تغيير في كلّ الصفات الريزيائية، وهذا ما يحصل أيضا للبلّورات حين انتقالها من بنية بلّورية معيّنة إلى أخرى، والذي يُعْرف بالتباكل polymorphisme. تتميّز الغِلّورات:
(1) بتشاصلها، وهو التشابه في الخصائص بغض النظر عن الاتجاه الذي تُقيّم فيه هذه الخصائص.
(2) وبافتقارها لحرورة انصهار محدّدة.
فعند ارتفاع الحُرورة تزداد فيها حركة الجزيئات المكوِّنة لها، وتنتقل بالتدريج من الطور الجامد إلى الطور السائل من دون أي انقطاع أو توقّف في ارتفاع الحُرورة، وعند التبريد لا يلاحظ أيضا أي توقّف في هبوطها، على العكس من ظاهرة التبلور، فقد بيّنت التجارب أنّه عند تبريد سال ما، تأخذ حرورته بالهبوط تدريجيا إلى أن تبدأ المادّة بالانتقال من الطور السائل إلى الطور البلّوري، وهنا يتوقّف هبوط حُرورة السال إلى أن يتبلور بأكمله، ويُفسَّر ذلك بأنّ العُقد أو ذرّات العناصر المكوِّنة للمادة تكون في حالة من الفوضى في توزّعها قبل التبلور، أمّا عند التبلور فإنّ العناصر تنتقل إلى حالة من الانتظام في بنية بلورية فراغية معيّنة، والانتقال من الطور السائل إلى الطور المتبلور يصاحبه انتشار للحرارة، وهذا ما يوضّح التوقّف في هبوط حرورة السال.
(أ)- حَناة تبريد جسم متغلور، حيث لا نلاحظ أي توقف في هبوط الحرورة. (ب)- حناة تبريد جسم متبلور، حيث نلاحظ توقّف في حرورة التبريد بين النقطتين أب، ثم تعود حرورة التبريد للنزول مرّة أخرى.
نلاحظ هذه الظاهرة أيضا عند الانتقال من الطور السائل إلى الطور البخاري أو المنصهر، فلو أخذنا على سبيل المثال ماءً وقمنا بغليه، فإنّ حرورة الماء في ظروف الضغط العادي ترتفع إلى أن تصل إلى حرورة الغليان وهي 100مْ، ثمّ تتوقّف عن الارتفاع، فالطاقة الحرارية التي يأخذها الماء بعد الغلي لا ترفع حرورته بل تحوّله إلى بُخار، لذلك لا تحترق القِدْر إلاّ عندما ينزف ماؤها.