اسمه الحقيقي حُسْني البابا وهو خطّاط سوري دمشقي، نشأ بدمشق وتلقّى فيها علومه الأولى، كان يُحاكي في حداثة سنّه خطوط قاضي العسكر مصطفى عزّت، أخذ الخطّ عن يوسف رسا موفد السلطان عبد الحميد إلى دمشق لكتابة خطوط الجامع الأموي عند تجديده، كما تتلمذ على يدي محمد شوقي، قيل إنّه قتل يهوديا في سوريا لخلاف مالي، ثمّ تخفّى وهاجر إلى مصر عام 1330 فعمل في الخطاطة بالمطابع الحجرية، ثمّ اشترى بيتا في خان الخليلي كان يمارس فيه عمله قبل أن يفتتح مكتبا له للخطاطة والطباعة عام 1348. اتصّل بأساتذة الخطّ الذين عاصرهم واستزاد منهم في تدقيق خطوطه مثل نجيب الهواويني والشيخ عبد العزيز الرفاعي، وعند إنشاء مدرسة تحسين الخطوط الملكية، كان محمد حسني من الأساتذة الأوائل الذين تمّ اختيارهم للتدريس، كما درّس في المعهد العالي للتربية الفنية. وقد تتلمذ على يديه محمد إبراهيم علي مؤسس المدرسة المعروفة باسمه في الإسكندرية ومحمد علي المكّاوي ومحمد أحمد ومحمد سعد الحداد، كما أجاز بعض الخطّاطين منهم هاشم محمد البغدادي، وحاز على الرَّبازة الفخرية في فلسفة الخطّ من كندا سنة 1385، ويُعتبر محمد حسني البابا من طبقة أحمد عارف الفلبوي وفي مرتبته وقد يفوقه الفلبوي شيئا قليلا. توفي سنة 1391 (1971م) في القاهرة ودُفن بها. والجدير بالذكر أنّ الخطّاط محمّد حسني هو والد المطربة نجاة الصغيرة والممثّلة المَخالية سُعاد حسني.