معجم المصطلحات الكبير
مُحمّد أمين يازيجي
الخِطاطة

وُلد محمد أمين يوم الخامس من جمادى الأولى سنة 1300 في حي طوبخانه في استنبول، وتعلّق بالخطّ عندما كان يدرس في مرحلة التعليم المتوسّط «الرشدية»، ثمّ تعلّمه عندما كان شابا، فقد توجّه أوّلا إلى العزف على القصبة أخذه من عزيز دده، ثمّ كان يتردّد على سامي أفندي لأنّ شقيقه الأكبر عمر وصفي كان يأخذه معه كلّما ذهب إليه، فكان يعزف في مجلس سامي، ويأخذ بين الخَطْرة والأخرى بعض أسرار هذه الصناعة من سامي، ثمّ ما لبث أن جرى القلم في يده وتقدّم حتّى بزّ زملاءه في مدّة وجيزة توفيقا من الله وفضلا، وكذلك أخوه الأكبر، لم يأخذا هذا الفن بحسب الأصول المتّبعة عن الشيوخ.  ثمّ التحق محمد أمين بمدرسة الحقوق، وعُيّن في أثناء ذلك موظفا في «قلم المكتوبي بإدارة البريد والبرق»، ثمّ عُيّن خطّاطا عام 1332 في «دائرة الأركان الحربية العمومية» فأتّخذ من الكتابة حرفة له واختار لنفسه اسم «يازيجي» بمعنى الكاتب ليكون لقبا يُعرف به.

كشف محمّد أمين يازيجي عن براعة كبيرة في الثلث الجلي أثناء تصحيحه لخطوط شقيقه كلّما سنحت له فرصة، كما استفاد من أساتذة عصره الكبار، وقد عزف على القصبة في «تكية غلطه المولوية» باستنبول، فحمل من أجل ذلك لقب «أمين دَدِه»، كما عمل عازفا عليها في «دار الألحان»، وقد أُصيب بالشلل فتوقّف عن الكتابة والعزف في شعبان سنة 1362 حتّى وافاه الأجل في التاسع عشر من شهر صفر 1364، ودُفن جوار شقيقه في مقبرة أبي أيوب الأنصاري. كان محمّد أمين موظفا حكوميا لذلك كانت أغلب كتاباته على الأوراق الرسمية، ولم يكتب هواية إلاّ عندما تقاعد، ويوضع أحمد أمين في رتبة قاضي العسكر مصطفى عزّت أفندي الذي كان عازفا على المزمار مثله، ويبدو أنّ الوظيفة الحكومية التي مارسها محمد أمين قد قلّلت من إنتاجه الإبداعي، كما عُرف عنه مقدرته الكبيرة على تقليد خطوط أساتذة الخطّ الكبار.

مراجع

  • اللوحات الخطية في الفنّ الإسلامي المركّبة بخط الثلث الجلي، دراسة فنّية في تاريخ الخطّ العربي، إعداد محمّد بن سعيد شريفي، الطبعة الأولى 1419. دار ابن كثير دمشق بيروت، دار القادري، دمشق، بيروت، لبنان.

صورة لمحمّد أمين يازيجي. مصدر الصورة: turkislamsanatlari