تُسمّى أيضا في بحوث الإعلام «الملاحظة بالمشاركة»، وقد وصفها أوّل مرّة «مالينوفسكي» Bronislaw Kaspar Malinowski (1884–1942)، حيث دعا زملاءه إلى إجراء الأعمال الميدانية في الموقع، وقد استعملها في دراساته لجزر تروبرياند Trobriand. تقوم هذه الطريقة في أساسها على معايشة الباحث لحياة الأفراد المبحوثين، ومشاركتهم قدر الإمكان نشاطاتهم في مواقف الملاحظة والتفاعل معهم، بغية الوصول إلى تفسيرات صادقة لأسباب السلوك من خلال معيشة المواقف نفسها أو المناقشة وتبادل الآراء، وقد يكون القائم بالملاحظة معروفا عند الأفراد المبحوثين وقد يكون مجهولا لديهم، ولكنّه ينصهر فيهم ويقاسمهم بيئتهم ووجهة نظرهم إلى العالم ومواقفهم المختلفة. وتظهر أهمّية المُلاحظة بالمُخالطة في دراسة الرأي العام والمعرفة الدقيقة للانفعالات والإيماءات وغيرها من أنماط السلوك المختلفة، كما يتيح هذا الأسلوب للقائم بالملاحظة الفرصة الكاملة لدراسة كافّة أبعاد الظاهرة محلّ الملاحظة بمخالطة الفئات المستهدفة وألفتهم إيّاه، فلا يحجمون عن الإدلاء بآرائهم أمامه، ولكن قد يتأثّر القائم بالملاحظة بمواقفها وُجدانيا وعقليا وبالتالي يتحيّز إلى مواقف وآراء معيّنة فتفقد الملاحظة موضوعيتها.

المُخالطة تُقابلها المُزايلة، وقد جمع المعنيين الأثر الذي رُوي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه في قوله: «خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم» فالمخالطة تعني دخول الباحث في مجتمع المبحوثين ومراقبتهم مراقبة مباشرة، أمّا المُزايلة فهي المُفارقة، فالقائم بالملاحظة يراقب سلوك المبحوثين عن كثب ومن دون أن يشاركهم أمورهم، كمراقبة العمّال في المصنع أو الأطفال في الروضة.