هو التحرّش الجنسي الذي يتمّ من خلال استعمال الإشباكة في التواصل مع الأفراد، أو عن طريق البريد التقاني أو الرسائل النصّية، ويمكن تعريفه بشكل عام على أنه: «سلوك يحمل مضمونا جنسيا غير مرغوب فيه، يتمّ على أي منصّة رقمية، ويُعترف به كشكل من أشكال العنف الجنسي». يتّخذ هذا النوع من التحرّش أشكالا عديدة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر: رسائل البريد التقاني الجنسية الصريحة، والرسائل النصية (أو الإشباكية)، والتعليق غير اللائق أو المسيء على مواقع التواصل الاجتماعي أو منصات الدردشة، والتهديد بالعنف الجسدي وأو العنف الجنسي عبر البريد التقاني أو الرسائل النصية، وعرض صور جنسية أو هُنُس (فيديوهات)، أو التهديد بنشر صور حميمية من دون موافقة الضحّية، أو تحريض الآخرين على ارتكاب العنف الجنسي، أو تحريض شخص ما على المشاركة في سلوك جنسي، أو مشاركة الصور والمقاطع الهِناسية الجنسية لشخص والتقاطها من دون موافقته، أو الكلام البذيء أو الذي يحضّ على الكراهية، أي استعمال لغة تسهم في تشويه سمعة المتحرش به أو تهينه أو تهدّده أو تستغلّه أو تخيفه أو تزعجه أو تشير إلى أنّه مجرّد جسد. تعتبر تجربة التحرش الجنسي الإشباكي أمرا فريدا بالنسبة للشخص، حيث يمكن الشعور بأثره على المدى القصير، وقد يكون له أيضا آثار طويلة المدى على الصحة النفسية، مع زيادة مدّة التأثير بإعادة استعمال السلوك المؤذي، أو إعادة مشاركة محتوى التحرّش عبر الإشباكة. من المهم أن ندرك أنه لا توجد طريقة واحدة في التعرّض للتحرش عبر الإشباكة، وأنّه قد يؤثّر أيضا على الآخرين الذين يشاهدونه. يحدث التحرّش عادة بين الشباب لا سيّما على الفتيات وبين الأقران، ويتركز في المدارس والمجتمعات المحلّية، وغالبا ما يتم أمام جمهور نشط ومشارك.

يكمن الفرق بين التحرّش الجنسي الفعلي والتحرّش الجنسي الافتراضي، هو أنّ الأوّل سلوك محدّد جنسيا، غير مرحّب به، سواء كان بشكل مباشر أو ضمنيا:

• 1- اتصال جسدي أو مُراودة؛
• 2- طلب خدمة جنسية أو تلقيها؛
• 3- تعليقات ذات طبيعة جنسية؛
• 4- عرض موادّ إباحية؛
• 5- أي سلوك جسدي أو غير لفظي آخر غير مرغوب فيه ذي طبيعة جنسية.

من خلال التفسير لما قد سبق، يمكن تعريف التحرش الجنسي الجسدي أو الفعلي على أنه مقدّمات جنسية غير مرغوب فيها، والتي يمكن أن تكون لفظية أو غير لفظية، والتي تشمل الجَسّ أيضا وهو جانب من التحرّش الجنسي يقوم على لمس جسد الضحيّة. أمّا التحرش الجنسي الرقمي أو الافتراضي فيعرّف بالعنف القائم على الفرد من خلال الصنعياء حيث يتم استعمال الفضاء الرقمي مثل وسائل التواصل الاجتماعي لإحداث ضرر. يسرد تقرير الأمم المتحدة لعام 2018م للمقرّر الخاص المعني بالعنف ضد المرأة وأسبابه وعواقبه على العنف الإشباكي من منظور حقوق الإنسان طرقا مختلفة للتحرش الجنسي بالنساء في الفضاء الرقمي. تتضمن القائمة التحرّش الجنسي والتحرّش الجنسي من خلال الإشباكة، والتحرش الجنسي القائم على الصور والتهريت doxing. قد لا يشتمل التحرّش عبر الإشباكة على الجسّ، ولكن سلوك الجاني يؤدي إلى النتيجة نفسها في كلا الفعلين.

التحرّش الجنسي، هو: «تلميحات جنسية مؤذية، متطفلة، هجومية، أو قسرية غير مرغوب فيها نحو شخص آخر. قد تنطوي على حدث واحد خطير أو تكون على شكل نمط من الأحداث الأقل خطورة، والتي تستمر على الرغم من أنها غير مرغوب فيها وأو مسيئة» (المركز الوطني للسلوك الجنسي للشباب، 2003م). قد تكون هذه السلوكيات جسدية أو لفظية أو تلميحات لها دلالة أو مكنون جنسي. يمكن لهذا التحرش أن يحدث في الاماكن العامّة أو العمل أو الأسرة حيث يكون المرتكب للتحرّش شخص يعتبر نفسه في موقع سلطة. المصدر: UNFPA

التهريت doxing، هو: البحث عن معلومات شخصية أو تعريفية متعلّقة بفرد معيّن ثمّ نشرها على الإشباكة، عادة ما يكون ذلك بقصد الإضرار والفضح. التهريت من الهرْت وهو تمزيق العرض وهتكه. والفعل منه هرّته يُهرّته.

«لقد وصفوني بالعاهرة القذرة، والغجرية، واليهودية، والمسلمة اللعينة، واليونانية الطفيلية، والمهاجرة المثيرة للاشمئزاز، والمضطربة نفسيا الغبية، والكاذبة المتعصّبة، ولم يتوقّفوا عن إخباري بأن أعود إلى وطني أو قتل نفسي، أو سيطلقون النار علي، أو يقطعون لساني، أو يكسرون أصابعي واحدا تلو الآخر، وما زالوا يهدّدونني بالاغتصاب الجماعي والتعذيب الجنسي». هذه هي كلمات الصحافية السويدية المشهورة ألكسندرا باسكاليدو، والتي أدلت بشهادتها في عام 2016م، في جلسة للمفوضية الأوروبية في بروكسل حول تجربتها على الإشباكة. الصحافة... و«الأخبار الزائفة» والتضليل: دليل التدريس والتدريب في مجال الصحافة. UNESCO