صورة من صور الفساد، يقوم به موظّف إداري معتمدا على تخويف المواطنين وتهديدهم بتعريضهم للإيذاء الجسدي أو النفسي من أجل حملهم على الاستجابة لمطالبه وتحقيق رغباته. فقد يسيء الموظّف السلطة الممنوحة له في تكليف الموظّفين الذين يعملون تحت إمرته بقضاء حوائجه الخاصّة، وقد يكون الموظّف ذا منصب يحتاج إليه الناس، فيسيء استعمال هذه السلطة المخوّلة له من الدولة، واستغلالها لتسخير الناس في قضاء شؤونه، واعتصارهم مستغلاّ حاجة الناس إليه، كما أنّه قد يصل الأمر إلى تخويف المواطنين بتعطيل أمورهم الإدارية، أو توريطهم في بعض القضايا، أو الوقوف ضد تحقيق مصالحهم والحصول على حقوقهم في حالة عدم تحقيق مطالب الموظّف، من خلال دفع مبالغ مالية أو أشياء عينية. قد يلتقي الاعتصار بالرِّشوة، إلاّ أنّ الرشوة تُقدّم طواعية للحصول على منفعة أو دفع ضرر، أمّا الاعتصار فينطوي على التهديد باستعمال الإيذاء بغض النظر عن طبيعته، بما فيه الإضرار بالسمعة والمكانة الاجتماعية.
|
اِبْتِزاز
[الابتزاز كلمة مستحدثة يريدون بها، الرجل يكون عنده معرفة بسرّ عائلي يتعلّق بأحد العظماء، فيهدّده بإفشائه لسرّه إلاّ أن يفدي نفسه بمال. وهي مستعارة من قولهم ابتزّه ثيابه جرّده منها قهرا، وابتزّ جاريته جرّدها من ثيابها ثوبا ثوبا، فالمبتزّ يجرّد من يهدّده من ماله قهرا، كما يأخذ منه ماله شيئا فشيئا. أمّا الاعتصار فهو افتعال من «العصر» ومعناه في العربية انتجاع العطية، وقد ترجم بها مجمع دمشق كلمة chantage في الفرنسية، وكلمة ابتزاز مستساغة في معنى الاعتصار وقد شاعت وقبلها العرف العام]
|
- الفساد الإداري: أنماطه وأسبابه وسبل مكافحته (نحو بناء نموذج تنظيمي). دراسة تطبيقية على المدانين بممارسته والمعنيين بمكافحته في المملكة العربية السعودية. رسالةُ رَبازةٍ غميسةٌ، من إعداد الطالب: خالد بن عبد الرحمن بن حسن بن عمر آل الشيخ، إشراف الأستاذ الربيز: حزام بن ماطر المطيري. جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. الرياض. 1428، 2007م.