صِنْعة (تِقْنِية) بحثية يستعملها المعلنون لا سيما باحثو التسويق لمساعدتهم على فهم سلوك المستهلك واتّجاهاته، وتستعمل في الإعلام مثل المقابلات التي تتمّ بعد عرض قليد مَخالي أو رَناتي يرتبط بمهارة معيّنة، أو التعرّض لموضوع معيّن في الجرائد أو غير ذلك، وتتضمّن صنعة المُقابلة المركّزة مقابلة شخصين مبحوثين أو أكثر في آن واحد بمشاركة وسيط للمقابلة يقود المبحوثين إلى مناقشة حرّة حول موضوع الدراسة، ويقوم الوسيط بطرح أسئلته من قائمة أسئلة عريضة أو من أسئلة منتقاة عن المشكلة، ومن ثَمّ يكون قادرا على متابعة النقاط المهمّة التي يثيرها المشاركون، كما أنّ الجريئين من المجموعة المبحوثة يحفزّون الآخرين على المناقشة، وغالبا ما تكون إجابات المجموعة أكثر اكتمالا وأقلّ إحباطا من إجابات الأفراد، كما يستطيع الوسيط الحاذق أن يتحرّى عن اتّجاهات وآراء أولئك الذين لا يستطيعون بشكل خاص التعبير عن آرائهم، وذلك بملاحظة سلوكهم وتعبيرات وجوههم، ويتميّز هذا اللون من المُقابلة بالقدرة على جمع معلومات أوّلية حول موضوع أو ظاهرة ما، ويُستعان به لدعم البيانات الكمية قبل المسوح وبعدها، كما يستعمل أيضا للتحرّي عن الأفكار التي يُراد استقصاؤها بشكل أعمق، ومعرفة الدوافع والاتجاهات، وبشكل عام يستحسن الاستعانة بالمقابلات المركّزة قبل صياغة الاستبيان ولتوضيح فقراته وتعديلها وفقا لنتائجها. ويتّسم هذا الأسلوب بالسرعة في إجرائه وبالمرونة وقلّة التكلفة المالية، ولا يشكّل جمع البيانات عن طريق الاستبيانات مقابلة مُركّزة أو مجموعة مركزية كما يُسمّى في بعض الأحيان، واستعمال هذا المنهج يكون بشكل مستقلّ لجمع بيانات نوعية أو بالاشتراك مع منهج آخر، فهو لا يُستعمل في الكثير الغالب كمنهج بحثي وحيد، لأنّ حجم عيّنته يكون عادة ضئيلا، من أجل ذلك لا يمكن تعميم النتائج على عدد كبير من السكّان، والمراد بأسلوب المقابلة المركّزة جمع بيانات نوعية للإجابة عن أسئلة مثل لماذا وكيف، وليس الوصول إلى أعداد ونسب مئوية، فهو إجراء مكمِّل لصِنْعات بحثية أخرى، وتتركّز منهجية أسلوب المُقابلة المركّزة كالتسجيلات والمواد التي سيسمعها الأفراد والاستبيانات وتجهيز دليل للذي يجري المقابلة أي الوسيط، ثمّ إدارة الجلسة، ثمّ تحضير البيانات والتحضير لكتابة التقرير.