معجم المصطلحات الكبير
أَفْعَل
الاصطلاح

لهذه الصيغة معانٍ تزيد على الستّة، فهي تعني (1) الدخول في الزمان والمكان، كقولنا: أشْأم، إذا دخل الشام، وأنجد إذا دخل نجدا، وأصبح إذا دخل في الصباح، وأمسى إذا دخل في المساء. تعني هذه الصيغة أيضا (2) الصيرورة، كقول العرب: ألبن الرجلُ إذا صار ذا لبن، وأفلس إذا صار ذا فلوس، ويُقال: أزهر الروض إذا صار ذا زهر، وأثمر الشجر إذا صار ذا ثمر، وأطفلت الضباء صارت ذات أطفال. من معانيها أيضا الدلالة على (3) مصادفة المفعول به على صفة من الصفات، فإذا قلت: رأيت الرجلَ فأبخلناه، عنيت أنّك صادفته بخيلا، من ذلك قول عمرو بن معديكرب لمجاشع بن مسعود السلمي: «لله درّكم يا بني سليم، سألناكم فما أبخلناكم، وقاتلناكم فما أجبنّاكم، وهجيناكم فما أفحمناكم» أي: لم نجدكم بخلاء حين سألناكم، ولا جبناء حين قاتلناكم، ولا مفحمين حين هاجيناكم. من معانيها أيضا (4) التعويض، فإذا قلت: أبَعْتُ الشيءَ، عنيت أنّك عرّضته للبيع، وعلى هذا يكون الفرق واضحا بين بعتُ وأبعت، فإذا قلت: بِعْتُ الدار، عنيت أنّها خرجت من يدك وصارت لغيرك، أمّا إذا قلت: أبعتها، فإنّك تريد أنّها عُرضتْ للبيع. تدلّ هذه الصيغة أيضا على (5) الاستحقاق، وذلك كقولك: أحْصَدَ الزرع، إذا كان مستحقّا للحصاد. ومن معانيها أيضا (6) السلب والإزالة، كقولهم: أشكيت فلانا، أي أزلت شكواه، وتقول: أعجمت الكتاب، إذا أزلت عُجمتَه. نجد في كثير من الأحيان أنّ هذه الصيغة لا تؤدّي غير المعنى الذي يؤدّيه الفعل المجرّد، فالفعل المزيد: أسرى، له الدلالة نفسها للفعل المجرّد: سَرى، ومثله أسقى، فهو كالمجرّد: سَقى من حيث المعنى، ومثله أيضا الفعل: أسرع، والفعل: أبطأ، فهما لا يختلفان عن الفعلين سَرُع وبَطُؤ.

مراجع

  • الصرف العربي، أحكام ومعان. الربيز: محمد فاضل السامرّائي. دار ابن كثير، الطبعة الأولى، 1434، 2013م. بيروت، لبنان.