معجم المصطلحات الكبير
هاشِم محمّد البغْدادي
الخِطاطة

هو هاشم بن محمّد بن درباس القيسي البغدادي نابغة الخط وعميده، برع فيه براعة كبيرة جعلت منه مثلا سعى كثير من الخطّاطين المعاصرين إلى تقليد أسلوبه وانتهاج طريقته، اشتهر خاصّة بحسن التخميل، فقد جمع بين الأساليب الخطّية العراقية والمصرية والتركية. وُلد في محلة العزّة ببغداد سنة 1339، وبدأ في تعلّم الخطّ منذ طفولته على الملا عارف الشيخلي والحاج علي صابر، ثمّ تتلمذ على الشيخ علي الفضلي فنال منه إجازة سنة 1363 وهو أستاذه الحقيقي الذي أبدع عنه، ثمّ رحل إلى مصر للاستزادة من مدرسة تحسين الخطوط فيها، فدرس السنة النهائية فحسب وتخرّج منها سنة 1364 بتفوق وقد أجازه الخطاطان محمد حسني الدمشقي وسيد إبراهيم سنة 1364، وفي عام 1370 سافر إلى استنبول عاصمة الخطاطة الإسلامية، فرأى روائع الخط التي كتبها أشهر خطاطي تركيا العظام، وكتب هناك أمام كبير خطاطي هذا العصر حامد الآمدي فأجازه مرّتين على سبيل التبرّك به والمودّة الخالصة وليس للتعلّم منه والمشق عليه، وقد قال له حامد الآمدي حينما أجازه في المرّة الثانية: «إنّ الخطّ بدأ في بغداد على يدي ابن البوّاب، ثمّ رحل عنها، ليعود إليها مرّة أخرى على يدي هاشم محمّد البغدادي». وكان يرى رحمه الله أن الحاج أحمد كامل أحسن من كتب النسخ في المتأخّرين، لذلك جاء النسخ الذي كتبه فيه الكثير من ملامح الخطّ النسخي الذي أنجزه أحمد كامل، كما كان معجبا بمصطفى راقم ومحبّا له حتّى إنّه سمّى ابنه البكر راقما ليتكنّى به.

يُعتبر هاشم البغدادي من الخطّاطين القلائل الذين نالوا الإجازة في كلّ أنواع الخطوط. اشتغل في هيئة المساحة العامة سنة 1380 ورئيسا لفرع الزخرفة والخط في كلية الفنون الجميلة ببغداد، أشرف على طباعة القرآن الكريم في ألمانيا بتكليف من وزارة الأوقاف، والذي خطّه محمّد أمين الرشدي سنة 1316، وأضاف بعض الحروف المفقودة، كما رقّم الصفحات وعلاوين السور والأحزاب والسجدات، وزيّنت خطوطه مساجد كثيرة في بغداد أشهرها مسجد محمود البنية ومسجد أم الطبول، وكتب الصكوك والمسكوكات والعملة الورقية والفلزية لبعض الدول العربية، وأخرج كراسة «قواعد الخط العربي» تحتوي أصول أنواع الخطوط المختلفة، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم أعماله كُتبت دون مسوّدة، لثقته الكبيرة بقدرته، وتوفيرا للوقت. أخذ عنه الكتبة الكثير من الخطاطين المعاصرين وسلك العديد منهم طريقه ومنهجه، ومن أشهر تلاميذه مهدي الجبوري وعبد الغني العاني، وصادق الدوري وغالب صبري وصلاح شيرزاد ومحمد البلداوي وطارق العزّاوي ووليد الأعظمي، ولم يمنح هاشم إجازة لخطّاط سوى لعبد الغني وأعدّ مسودّة إجازة أخرى لمهدي الجبوري إلاّ أنّ المنية أدركته فأخذها من حامد الآمدي، حمل الناس عنه المروءة وحسن الخلق، ومن ذلك أنه سافر من بغداد إلى دمشق وأقام فيها على نفقته إلى أن أتمّ كتابة شاهد رخامي جديد لقبر زميله الخطاط محمد بدوي الديراني، توفي هاشم رحمه الله ليلة 27 من ربيع الأول سنة 1393.

مراجع

  • حروف عربية (مجلة) الجزء الثالث، السنة الأولى. محرّم 1422. ندوة الثقافة والعلوم، دبي.
  • معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • الخطّ العربي، نشأته، مبادئه، استخداماته. الربيز: عبد الناصر ونوس، الربيز: محمد غنوم، 1430-1431. منشورات جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة. جامعة دمشق، سوريا.

صورة للأستاذ هاشم محمد البغدادي (الجالس جهة اليمين) مع الخطّاط علي الراوي الموصلي. مصدر الصورة: مدوّنة المهندس: عبد الرزاق الحمداني. aarazaka3.blogspot