المقالة التي تهتمّ بإبراز عاطفة دينية نحو أمر يمسّ العقيدة أو يتّصل بالمجتمع، حيث يُبيّن كاتبُها رأيه فيما هو بصدده، متّسما أسلوبه بالتدفّق الشاعري نحو القيم الدينية، والذبّ عنها، والإخلاص لما تدفع إليه، فهو لا ينطلق في توجّهه من عبث أو تلهٍ أو استدرار، قدرَ ما يستند إلى ذلك المنبع العظيم النيّر والمشرق، يستمدّ منه توجّهه، ويمتح من نميره أفكاره. (محمد العيون، المقالة في الأدب السعودي الحديث). تُعنى المقالة الدينية بقضايا العقيدة وشعائر الدين ودورهما في حياة الفرد والمجتمع، وبدهي أن موضوعاتها ممّا يمسّ حياة الإنسان وصلته بنفسه ومجتمعه وخالقه، ومن ثمَّ فهي ذات جذور بعيدة في تراثنا. (أحمد محمد علي حنطور، فن المقال في الأدب المصري الحديث). يستمدّ الأسلوب في هذا النوع من المقالات قوّته من الاقتباس من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وأقوال الخلفاء الراشدين وكبار الأئمّة، والمأثور من خطب الأولياء والحكماء ومواعظهم، حيث تكون وسائل الإقناع نقلية في الغالب، وقد تكون قياسية وذلك بضرب أمثلة من التاريخ الإسلامي، والاتّكاء على سلوك الشخصيات الرائدة التي تمثّل نماذج عامّة في الوجود الإسلامي. تجنح المقالة الدينية إلى التاريخ تستلهمه العبر، وتستنطقه العظات، وتدلّل به على مواجهة الحاضر وقضاياه المتشعّبة. من روّاد كتابة المقالة الأدبية في العصر الحديث: عباس محمود العقاد، والشيخ محمّد البشير الإبراهيمي، وابن باديس، ومحمد الغزالي، ومحمد سعيد رمضان البوطي، وخالد محمد خالد، وغيرهم.