كِسْف météoroïde يمرّ قريبا جدّا من الأرض بحيث يخترق السُّكاك من دون أن يحترق كلّه، ثمّ يخرج منه ليعود مرّة أخرى إلى الفضاء، غالبا ما تتغيّر سرعته وكتلته، وبالتالي مساره بعد هذا الاختراق، فيسلك مسلكا مختلفا عن مداره الأصلي. تختلف الكُسوف في الحجم بشكل كبير. يزن معظمها بضعة مِئرامات (ميلليغرامات)، والقليل منها فقط الذي يبلغ مئات الرازات (كيلوغرام). عندما يدخل أحد هذه الأجسام إلى سُكاك الأرض، فإنّه يحترق ويتبخّر سريعا قبل سقوطه على الأرض، ويُسمّى حينئذ بالشِّهاب étoile filante. لكن بعض الأجسام يكون من العِظَم بحيث يستغرق وقتا طويلا ليحترق كلّه. لذلك يقترب كثيرا من سطح الأرض، ويضيء بسطوع كبير، فينير المنطقة كلّها. يسمى هذا النوع من الكسوف باسم الذَّرَوات المتفجّرة bolides، يكون احتراقها بانطلاق أمهجة ساخنة. في بعض الأحيان وأثناء العبور، تتسبب هذه الأمهجة في انفجار الذَّراة التي تسقط بعد ذلك على الجَدالة على شكل شظايا تُسمّى بالزُّجال météorits أو النيازك، فتُحدِث حفرا في الأرض تتجاوز أحجامها الحقيقية، وذلك بفعل الأمهجة الساخنة التي تصدر منها. في نهاية المسار، غالبا ما تكون، سواء انفجرت أم لا، مصحوبة بدوّي قوّي جدا. الذَّرَوات نادرة الحدوث، وإذا ما حدثت، فإنّها تترك وراءها أثرًا في السماء يدوم لفترة طويلة؛ وقد لوحظ دخانها الذي تركته خلفها في الجوّ لمدة 5,5 ساعة في عام 1896م. من الذَّرَوات المشهورة ذراة تشيليابينسك، وهي زُجالة لوحظت في سماء جبال الأورال الجنوبية، فوق منطقة تشيليابينسك Chelyabinsk، في صباح يوم 15 فبراير 2013م، زهاء الساعة 9:20 صباحا بالتوقيت المحلّي، بقطر يتراوح بين 15 إلى 17 قاس، وكتلة زهاء 12000 طن3. كانت بسرعة 18 إق\ث أي 40000 إقاس في الساعة. تشظّت الذراة في السكاك على ارتفاع 40 إلى 20 إق. أطلقت طاقة بزهاء 30 ضعف طاقة قنبلة هيروشيما، وأدّى ذلك إلى حدوث موجة صدمة هدمت جدار مصنع وسقفه، ودمّرت آلاف الألواح والنوافذ في المنطقة.
الذَّراة، اسم من الذَّرْو، وهو المَرّ السريع، لأنّها تمرّ سريعا فُوَيق الأرض، والذرو أيضا الطيران في الهواء والتفرّق. الجمع ذَرَوات وذَرا، والنسبة إليها ذَرَوي.
|
fireball
|
earth grazer
|
earth-grazing fireball
|
- Astronomie pratique. Colin A. Ronan. Fernand Nathan, 1982. Paris, France