اسم يُطلق على الكتابة القديمة التي استعملتها الشعوب الجرمانية، تتألّف من حروف على شكل علامات تُسمّى بالرون، وهي كلمة مأخوذة من النُرْدِية القديمة وتعني السِّر كما قيل، إذ ربط أفراد القبائل الجرمانية القديمة تلك الحروف بالأسرار المجهولة أو الدينية لأنها لم تكن مفهومة إلا للقلّة، وربما استعملها الكهنة الوثنيون في بداية الأمر لصنع التعاويذ والرقى السحرية، والظاهر أنّ الكلمة تعني «رَهْن» حسب قواعد التأثيل في الاستفان، فالحرف «u» يُبْدل من هاء مثل luette في الفرنسية من لَهاة في العربية معنى ومبنى، ربّما على اعتبار أنّها اُستعملت أولّ مرّة لتسجيل الديون وتقييد الحسابات. وقد بقي أصل هذه الكتابة غامضا إلى اليوم، فالمرجّح فيها أنها مشتقّة من بعض ألفباءات البحر المتوسّط (الحروف اللاتينية الكبيرة على الخصوص أو الأُتْرورية). اكتشف علماء الآثار ما يقرب من 5000 نقش روني في اسكندنافيا (أزيد من 3000 في السويد وحدها)، وفي ألمانيا وفي الجزائر البريطانية، كما عُثر على بعض آثارها في جنوب أوروبا وفي الجنوب الشرقي. يوجد في هذه الكتابة ما يُعرف بالألفباء الرونية القديمة أو الجرمانية وتتألّف من 24 رمزا اُستعملت في بداية القرن السادس قبل الهجرة  إلى بداية القرن الثاني الهجري، وتكاد تقتصر في كتابتها على الخطوط المستقيمة سواء كانت مُفردة أو مركبة، ثمّ الألفباء الرونية الحديثة أو الشمالية وفيها 16 رمزا، وبهذه الألفباء كتبت أغلب النقوش الرُّونية (حَزاة رُوك التي تحمل أطول كتابة رونية اُكتشفت إلى اليوم) والتي اُستعملت منذ بداية القرن الثاني، وأشكالها أكثر تعقيدا من الرون الجرماني. وبحلول القرن الخامس الهجري كان المبشّرون قد نجحوا في تحويل الشعوب الجرمانية إلى المسيحية، وبذلك انتهى استعمال الألفباء الرونية إلى الأبد وحلّت محلّها في نهاية الأمر الألفباء اللاتينية.