معجم المصطلحات الكبير
قَرَش
الحتاكة

القَرَش (يسمّى أيضا القَمَش) صخور متماسكة، تتكوّن من عناصر مدملقة أو شبه مدملقة، بقطر أكبر 2 مئق، يجمعها رابط. لا يدل مصطلح الرَّتَم على الرتم الرُّسابي الذي يتكوّن من عناصر مزوّاة فحسب، بل يضمّ لمعناه أيضا الهُشام الصخري على طول المَحادِث الرِّهاسية accidents tectoniques (الرتم الفالقي أو الرتم الهُشامي brèche cataclastique) وعلى المقذوفات البركانية الخشنة المليّطة. يمثل القرش والرتم 1-2% فقط من الصخور الحُتاتية، وغالبا ما يكون انتشارهما محدودا (في الزمان والمكان). تعتبر المضاهاة النِّحازية corrélation stratigraphique لهذه الوحدات صعبة جدّا، لأنها تخلو بشكل عام من المستحاثات العِيانية والمجهرية. نظرا لحجم المكوّنات الكبيرة (أكبر من متوسط حجم بلورات معظم الصخور)، فإن العناصر الصخرية هي التي تهيمن في التكوين. كما في حالة الحثّ، يمكن تصنيف هذه العناصر وَفْقا لمقاومتها المتناقصة للتغمّل: الخَرَز، الخُراز السَّامي (نسبة إلى السامَة)، السَّفَح، الصخور الباطنية والمتخمّمة، الكِلْس، الحَسَف. يدلّ وجود العناصر الرِّخْوة إلى ضعف النقل/ والتغمّل.

يُجرَى تحديد نَسَجات القَرَش مباشرة في الشِّقْص، كما في حال الحُثّ. التصنيف بشكل عام أقلّ جودة مما هو عليه في حالة الحثّ. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من الصخور القرشية لديها فَرازة ثنائية النمط bimodale أو متعدّدة. وهذا هو الحال، على سبيل المثال، بالنسبة للقَرَش ذي الأصل النهري الذي له نمط خاص بالكِناف الرملي الدقيق ونمط آخر للعناصر الخشنة. ويعكس هذا نوعين مختلفين من النقل: حيث يرتبط الحصى والجَرْول في نقلهما بعملية الجَرّ، ويرتبط حُباب الرمل بالتعليق suspension والوثب saltation. يصنّف القرش الذي يحتوي على كِناف كثير على أنّه رديء الفرازة، ويُعزى ذلك إلى ضعف قدرة عوامل النقل على الفرز، الأمر اللازم لتتمايز العناصر المكوّنة وَفْقا لأحجامها، مثل: الجليد، وتيّارات العَكارة، والتدفّقات الكتلية. يعكس مظهر الجلامد بشكل عام، طبيعة الصخر أكثر ممّا يعكس نوع عامل النقل (المروان، الحُثّ، الخ، تُعطي عناصر متساوية الأبعاد تقريبا. الحَسَف، الجَسَن، تعطي في العادة جلامد متطاولة). يُستثنى من ذلك: الجلامد المُخسّقة أي المحزّزة، التي تشير إلى النقل بالجليد، وكذلك الرَّحاتيت dreikanters الشهيرة التي شكّلتها رياح الصحراء في بيئة قاحلة.

من الواضح أنّ درجة الدَّمْلقة arrondi تعتمد على طبيعة المادّة، ونوع عامل النقل، ومدّته. لقد ثبت أنّ شظايا الكلس تُدملق على نحو كامل بعد بضع عشرات من الإقاسات إذا تمّ النقل بواسطة الأنهار، حتّى الصخور الصلبة مثل الخَرَز تُدملق أيضا في حال ما نقلت لمسافات أبعد تتجاوز مئة إقاس. على العكس من الرسابات الدقيقة التي تتطلّب دراسة سطح جزيئاتها المِجهر الماسح، فإنّ تضاريس الحصى والجلامد يمكن ملاحظتها بسهولة، والتي تشتمل على التخسّق striations (المجالد)، وعلامات الصدم (أشكال الأهلّة)، وعلامات اللزّ impression (خلال الروصصة، التجشّر)، والشَّوْف poli (الفعل السافيائي، النشاط البحري). أمّا جَسْمرة fabrique القرش أو التنظيم الثلاثي الأبعاد لعناصره، فإنّها تأخذ في العموم اتجاها محدّدا، ويُسمّى هذا بالتراكب imbrication. يُظهر القَرَش من أصل نهري، وجليدي، وبحري، بشكل عام هذا النوع من التراكب (تكون العناصر متوازية مع اتجاه النقل، ونادرا ما تكون عَمَدية معه)، على العكس من القرش والرتم الناتجين عن التدفّقات التأرّضية écoulements gravitaires.

يمكن تصنيف القرش (والرتم) وَفْقا لحجم عناصره، أو وَفْقا للتنوع الصخري الكبير إلى حدّ ما لجلامده (القرش المتباوش، وهو المختلط الذي يضمّ أنواعا مختلفة من الفتات؛ أو القرش المُتحاتن، أي أحادي التكوين، حيث يتكوّن من نوع واحد من الفتات)، أو وفقا لمصدر العناصر إن كان قريبا أو بعيدا (القرش المُتَبرَك أو القرش المُتزرِّح) أو حتى وفقا لطبيعة الرباط أو نسبته (القَوْرش orthoconglomerate: أقل من 15% من الكِناف، البنية متلامسة؛ القَيْرش paraconglomérat: كِناف أكثر 15%، بِنْية ثَمْطية أو بِنية مشتّتة). يترسّب الحصى خلال فترات التدفق السريع، بينما يترسّب الكِناف الدقيق خلال مراحل تباطؤ عامل النقل. ثم تتسرب جزئيات الكناف الدقيقة بين الحصى (مثال: الأنهار والشواطئ). من ناحية أخرى، يترسّب القيرش بشكل عام بواسطة الجليد أو الانهيارات الكتلية التي لا تقوم بفرز العناصر المكوّنة حسب حجمها ولا تميّزها.

 

516.jpg 

تصنيف القَرَش والرَّتَم وَفْقا لبروثيرو وشواب Prothero & Schwab (1996)

 

يقترح بروثيرو وشواب Prothero & Schwab (1996) تصنيفا ثنائي التفرع يسهل تطبيقه في هذا المجال. يميز هذا الرِّسْبان (الرسم البياني) أولا بين القرش أو الرتم المُتبرك والقرش أو الرتم المتزرّح، وذلك على أساس مصدر المكوّنات. لاحظ أنه في حالة القرش المتبرك، أي الذي تشكل عمليا في موقعه الأصلي، فالكناف والحصى عموما لهما الطبيعة الصخرية نفسها. من الأمثلة الجيدة على القرش أو الرتم المتبرك، ذلك الذي يعود إلى أصل ساحلي، حيث تكون عناصره ناتجة عن روسبة remaniement القُلاّع copeaux de dessiccation. ثم نميز، على أساس محتوى الكناف (القيمة المحورية: 15%)، القورش والقيرش. يترسّب القورش خلال التدفقات القوية للمياه، حيث تعمل على فرز المكونات وتصنيفها. تترسّب الجلامد خلال فترات التدفق السريع، بينما يترسّب الكِناف الدقيق خلال مراحل تباطؤ عامل النقل، ثم تتسرب هذه المواد الدقيقة بين الحصى (مثل هذا ما يحدث في الأنهار والشواطئ). من ناحية أخرى، يترسّب القيرش بشكل عام عن طريق الجليد أو الانزلاقات الكتلية وهذه تمنع حدوث فرازة وتمايز بين العناصر. تتمثل الخطوة التالية في التمييز داخل القرش (القرش المتزرّخ)، بين القرش متعددة الطبقات والقرش قليل الطبقات. يتشكل النوع الأخير بشكل حصري تقريبا من أنواع قليلة من الصخور ذات المقاومة الشديدة للنحت: الخُراز السامي quartz filonien، الخَرَز quartzite، الضِرّ silex. من ناحية أخرى، يوجد في القرش المتعدد الطبقات، عناصر صخرية أكثر رخاوة، مثل الفتين، والحسف، والحُثّ. ويعني هذا كما في حالة الحثّ، وجود تضريس حادّ (نتوءات بارزة أكثر) على سطح المكوّنات وأو تغمّل كيميائي ضعيف.

ينقسم القيرش على أساس طبيعة الكِناف وجسمرته fabrique. وهكذا، لوحظ وجود القيرش مع كناف غَضاري أو غضاري جَعَدي رُقوقي argilo-silteuse laminaire، حيث يشوّه الحصى والجلامد الرقوق القريبة منها. تعتبر هذه العناصر جلامد جلبتها الخُزاعات (الجبال الجليدية)، أو جلامد بركانية، أو هي حطام النبات العائم الذي يسقط على الرسابات الدقيقة في البحر أو قعر البحيرات. أمّا القيرش بكناف غير متورّق، فهو اللَّبَش (من أصل جليدي وبالتالي مرتبط بالحصى المخسّق، والرسابات المتدرّكة، إلخ)، أو لبيش (الذي تشكل عن طريق الانهيارات الكتلية).

تعليق

القَرَش، مبدلة من القَرْش وهو ما يُجمْع من هنا وهنا، وتقرّش الشيئ تجمّع. ومثلها القَمَش poudingue، من قولهم قَمَشه، جمعه، وقمّشه، جمعه من هاهنا وهاهنا. أمّا الرَّتم brèche، فمن الرَّتْم وهو كسر الشيء ودقّه.

تُسمّى الرُّسابة الحُتاتية المليّطة قليلا أو غير المليطّة والتي تتجاوز عناصرها 2 مئق بالقَريش، تقابل في الكلزية مصطلح agglomerate، وفي الفرنسية agglomérat، الصخر الصلب الذي يكافئ القريش هو القَرَش.

القرش المُتَبْرَك  intraformational، أخذا من قولهم: تبرك في المكان أقام، وأصلها بَرَك، والتاء فيها للإلحاق. القرش المُتزرِّح extraformationnel، المتزرّح من التزرّح: فعل مزيد من زَرِح أي زال من مكانه إلى مكان آخر.

المَحْدَث الرِّهاصي accident tectonique، كلمة عامّة تُطلق على سطح التلامس المتعاسر، مثل: الفوالق، والانتكافات، والأقياص décrochements. يُقال أيضا مَحْدث قينيائي accident mécanique. يُعرف في الكلزية باسم ground feature. وكلمة مَحْدَث اسم مكان من الحَدَث، وهو الأمر الحادث.

لغة كلزية

conglomerate
لغة فرنسية

conglomérat
مراجع

  • Géologie, Pétrologie sédimentaire, des roches aux processus. Frédéric BOULVAIN. Ellipses, 2010. Paris, France

القرش عبارة عن صخر رسابي، يتكوّن من عناصر كبيرة في كِناف دقيق. تصوير: Stan Celestian، مصدر الصورة: فليكر.

يتميّز هذا القرش بدملقة كبيرة لعناصره الغليظة، وذلك بسبب طاقة عامل النقل وكذلك مسافة النقل الكبيرة نسبيا التي قطعتها هذه العناصر من صخور مصدرها إلى موضع ترسّبها، ربما تكون قد تكونت من خلال النقل النهري أو تحت نهر جليدي. تصوير: Denise، مصدر الصورة: فليكر.

قورش متحاتن، يتكوّن من حصى الخُراز المدملق، متوسط الاستدارة أو التكوّر، له تراكب متطور بشكل جيد، ما يشير إلى الانتقال من اليمين إلى اليسار. مكين Mckean، بنسلفانيا، الولايات المتحدة. تصوير: Nick Champlin، مصدر الصورة: فليكر.