مُصْطلح جامع لكل أنواع الجهود غير الشخصية المأجورة، التي تهدف إلى صياغة الرسائل من أجل الإعلام، أو الإقناع، أو الترويج، أو الاستفزاز، أو لتحفيز الناس لصالح رَمازة محدّدة، أو جهة من الجِهات، كالمؤسّسات التجارية أو الوكالات الحكومية، أو المنظّمات غير الهادفة إلى الربح، إلخ. يختلف الإشهار عن البيع الشخصي الذي يتم من خلال مواجهة شخصية بين البائع والمشتري من حيث إن الإشهار مكمّل للبيع الشخصي أو بديل عنه، ويتم من خلال وسائل مختلفة كالمِرناة والمذياع والجرائد، فالإشهار يساهم في التعريف بالسلعة والترغيب في اقتنائها، ويقدّم النشر للجمهور معلومات عن السلع أو الخدمات التي تهمّه من خلال وسائل الإِشهار غير الشخصية ولا تدفع الشركة المستفيدة أي مقابل نظير هذا النشر، أما في حالة الإشهار فإن المعلن يتحمّل نفقات الإشهار بالكامل، كما لا يقتصر الإشهار على ترويج السلع الملموسة فحسب، ولكنه يشمل أيضا ترويج السلع غير الملموسة كالخدمات (المصارف، المشافي، مكاتب السياحة)، والأفكار الاجتماعية (تنظيم الأسرة، تطعيم الأطفال). الفرق بين الدعاية والإشهار أن في الإشهار يفصح عن شخصية المعلن عكس الدعاية حيث يكون مصدر المعلومات مجهولا، والحقيقة أن الإشهار يخضع لعملية نفسية كبيرة إذ تكتفي مثلا صورة جمركي مبتسما للتدليل على أن البلد مضياف ويرحّب بالغرباء.
على الرغم من انتشار الإشهار واستحواذه على الكثير من أنواع البَلَغ المختلف إلا أنه يتميّز عن الكثير من طرائق الإقناع الأخرى التي تؤثّر في الجمهور مثل الشائعات، والعلاقات العامة والاتصال، وصِنْعاته متنوّعة ومعقّدة نوعا ما، حسب ما إذا كان الإشهار عملية بسيطة مركّزة على بلغ واحد (إعلانات في الجرائد مثلا)، أو عمل وكالة إشهارية كبيرة ذات ميزانية مالية ضخمة تستعمل وسائل إشهارية متنوعة (الرناة، الإذاعة، الطَّبَع). للإشهار أشكال متعدّدة، فالوكالات ما فتئت تخترع الصنعات الإشهارية الجديدة لتقديم الخدمات وترويج السلع، فهناك الإشهار الموجه للمستنفع مباشرة، والإشهار الموجه للبائعين والمختصين في مختلف القطاعات، ويسمى هذا النوع منه بالإشهار الاقتفادي، ومثاله ترويج سلع مخبر طبي في الطبع المتخصّص (كالنشرات والمجلات الطبية الموجهة للصيادلة)، أما الإشهار الذي يهدف إلى تحسين صورة بعض الشركات أو بعض السلع عند الجمهور فيسمى بالإشهار المؤسسي، ويدخل تحت هذا الصنف النشرات الإشهارية التي تقوم بها بعض المؤسسات بغرض إخبار الجمهور بمجمل نشاطاتها وأعمالها، دون أن تكون لها سلع أو خدمات تهمه، (كمؤسسة تسترجع النفايات النووية وتقوم بمعالجتها).
هناك نوع جديد من الإشهار بدأ يساير عرف الحداثة وهو المسمى بالإشهار المجمع، وفيه يشترك المنتجون في تكلفة الإشهار، والمعلنون يقتسمون الحيز الإشهاري نفسه، ويكون هذا الصنف خاصة بين الشركات المصنعة التي تكمل منتجاتها بعضها بعضا، كشركة اختيار نوع البلغ وإجادة إخراج السول، فليست هناك فائدة يمكن أن ترجى أو تتحقق للمعلن، إذا كان القارئ أو المشاهد قد تعود على عدم الثقة في الإشهار عموما وعدم تصديق ما يأتي به، ويستطيع المعلن أن يحقق نتائج طيبة بالإعلان في جريدة مثلا، إذا كان قراؤها يقرأون ويصدقون ويستجيبون لإعلاناته فيها، فهذه العوامل الثلاثة مجتمعة لابد منها لنجاح السول، وفي هذا الصدد يوجد بعض الناشرين في الدول الأوروبية قد وصلوا إلى حد ضمان ما ينشر في جرائدهم من إعلانات، فيقررون صراحة أنه إذا اشترى القارئ سلعة معينة نتيجة للإعلان عنها في جرائدهم ولم تكن في المستوى المذكور في الإعلان، فإنهم بالتضامن مع المعلنين يقومون بتعويض المستنفع، وهذا أسلوب حصيف لرفع قيمة الإعلان ومصداقيته في الجريدة، ويتفق مع روح الإسلام وشريعته.