معجم المصطلحات الكبير
قرْسم
الكِتابة

كتابة لِماتية وفي الحال نفسها فِكارية وصاتِية، استعملتها الشعوب القديمة، في مصر وآسيا الصغرى وسوريا الشمالية وجزيرة كريت وأمريكا الوسطى والمكسيك. والقَرْسَم المصري نظام كتابي اخترعه المصريون القدامى لتسجيل لغتهم، والاسم المصري لهذه الكتابة له مدلول أوسع، فهو عندهم كما جاء في حجر رشيد «سش-ن-مدو نتر» وتعني كتابة كلمات الإله، فالاعتقاد المصري القديم هو أن القرْسم واللغة نفسها قد أعطاها للناس الإله تحوت إله القمر الذي كان إله الحكمة والكتابة، وهذا الاعتقاد هو الذي جعل استعمال القَرْسَم يستمر من عصر الآلهة كما يسمّيه المصريون القدامى وهو عصر ما قبل الأسر المتأخر، حتى العصر الروماني. يتألّف القرسم المصري من النقوش التي يرجع تاريخها إلى 3700 سنة قبل الهجرة بقليل. وقد كان استعماله في كتابة النصوص في الزمن نفسه الذي توحّدت فيه مصر، والأصل أن يُكتب من اليمين إلى اليسار وقد يُكتب خلاف ذلك فالقاعدة العامّة أنّه يجب أن تكون وجوه المخلوقات المرسومة متجهة نحو أوّل السطر، أمّا في حالة المناظر المنقوشة أو الملوّنة فإن المساحة والتماثيل هو ما يُحدّد اتّجاه الكتابة.

على الرغم ممّا يبدو من تعقيد في الأشكال النهائية للقرسم بسبب كثرة القراسيم ومدلولاتها، فإن المبادئ الأساسية التي قامت عليها هذه الكتابة سهلة وتعود جذورها إلى طبيعتها الأصلية وهي الألمتة، فليس أسهل من أن ترسم ما تريد أن تقوله، فبعض الكلمات كُتبت دائما باللِمات نفسه في كلّ التاريخ المصري القديم. ولمّا كان من الصعب دائما التمثيل بالألمتة الأفكار المجرّدة والكلمات المعقّدة وذات المعاني المتقاربة فإن القرْسم قد تحوّل إلى نمط الكتابة الفِكارية، فمثلا الجُعْل «خبْري» اُستعمل للدلالة على مفهوم «المآل»، ثمّ إنّ الحاجة الملحة إلى المزيد من الصاتِية قد أدّى إلى بلوغ الخذْم وظهور الخُزُع الثلاثية والثنائية والأحادية التي مُثِّلت بأكثر من عشرين عنصرا وشكّلت نوعا من الأبجدية الصامتة، إلاّ أن استعمال الأصْوِتة فقط أدى إلى تجانس كثير من الكلمات في كتابتها، ممّا استدعى تطبيب ذلك بالرفائد وهي قراسيم تُستعمل لتمييز المعاني المشتركة وضبط الأصناف، والحاطة التي يكتب بداخلها اسم الفرعون وألقابه لا تخرج عن هذا المفهوم.

إذا كان النقش على الصخر يتلاءم من الناحية الصِّنْعِية تماما مع هذه الأشكال المنجزة بعناية، فإن استعمال قلم اليراع أو المثمال قد أنتج كتابة أكثر طلاقة ولينا، وعلى ذلك فإن القراسيم قد اُختصِرت إلى كتابات أبسط وأسرع وهي الكِهان أولا وقد استعمله الكهنة، ثم الرسمْساء وذلك في كلّ الأغراض فيما عدا الكتابة على المباني التي لم تتغير على مدى ثلاثة آلاف سنة، حتّى إنه في العصر اليوناني لم يكن أحد يفهم القرْسم المصري إلا الكهنة وحدهم. ومن الناحية العملية فإن الشعوب المصرية مثلها مثل الشعوب الشومرية لم تستنفد إلى أقصى حدّ ممّا كان في قرسمها، وتوقفت في طريق كانت ستقودها حتما إلى الكتابة الأبجدية، فمحافظة الكهنة على الموروث القديم وسيطرة العرف الديني هو الذي جعلهم لم يتخذوا أبدا هذه الخطوة النهائية.

تعليق

القَرْسَم كلمة عربية صريحة، منحوتة من قرأ ورسم بمعنى قرأ بالرسم.

مترادف

هيروغْليفِية

[مصطلح مرغوب عنه]

كِتابة هيروغْليفِية

[مصطلح مرغوب عنه]

مصطلح قريب

لغة كلزية

hyeroglyphics
لغة فرنسية

hiéroglyphes
مراجع

  • معجم الكتابة، خضير شعبان. الطبعة الأولى، 1419. دار اللسان العربي، الجزائر.
  • الموسوعة الأثرية العالمية، الهيئة المصرية العامّة. ستلة الألف كتاب الثاني. الإشراف ليونارد كوتريل، تأليف نخبة من العلماء، ترجمة الربيز: محمد عبد القادر محمد والربيز. زكي إسكندر. مرجعة الربيز. عبد المنعم أبو بكر. الطبعة الثانية. 1997م.

كتابة بالقرْسم المصري. مصدر الصورة: ويكيبيديا.

كتابة قرسمية على مسلّة مصرية قديمة في استنبول، تركيا. تصوير: Kevin Walsh، مصدر الصورة: فليكر.