فنّ زخرفة الأوراق أو صبغها بطريقة خاصّة، اُشتهِر بها بعض الشعوب لا سيّما الأتراك. الجِزاعة صِنْعة تقوم على رسْم أشكال ملوّنة عن طريق تعويم الأصبغة على سطح الماء أو محلول لزج، ثمّ طبع هذه الألوان على ورقة أو نسيج. وقد اُستعملت هذه الطريقة في الرسم منذ زمن بعيد لزخرفة كلّ أنواع الأسطح، كما تُستعمل أيضا لتهيئة أسطح مناسبة للتخطيط عليها بالقلم أو الرسم، أو لصنع أغلفة مُزيِّنة للكتب، والملاحظ أنّ الجزاعة لا تُعطي الرسم نفسه أبدا في كلّ مرّة، ممّا يجعل رسومها متميِّزة لأعمال فريدة. الأشكال التي تشيع في هذا النوع من الزخرفة، هي: الأزهار، والأوراق، والأشكال المجرّدة، والأشكال المتشابكة، والكثبان، والمساجد، وغير ذلك، يستعمل الجزاعيون طرق مختلفة لاستخلاص الأصباغ من الخُضُب الطبيعية، والتي تمزج بعد ذلك بقطرات من عصارة مُرارة الثور، وهي نوع من الأحماض الطبيعية، قبل تقطيرها على صفحة مستحضر سائل ثخين أو نثرها بالمِثْمال، لينشأ عن هذا نماذج مختلفة من الرسوم. يرى الجزاعيون الأتراك أنّ الجزاعة جزء لا يتجزّأ من ثقافتهم التقليدية وهوّيتهم الحضارية، ويتناقلونها من جيل إلى آخر من خلال التدريب والممارسة، حيث يتعلّم المبتدئون على أيدي خبراء متمرّسين، ويستغرق الأمر مدّة عامين على الأقلّ لاكتساب المعرفة الأساسية بها. وقد انتقلت هذه الصِّنْعة إلى أوروبا حينما احتكّ الأوروبيون بالأتراك العثمانيين بعد فتح القسطنطينية.

المراحل المختلفة لصنع مثال مزهّر بطريقة الجزاعة. مصدر الصور: ويكيبيديا.

المجزّع ما كان فيه سواد وبياض أو حمرة وبياض أو ألوان مختلفة. سُمّي حجر الجَزَع لألوانه المختلفة.