حركة الكوكب السيّار التي تحدث في الاتجاه المعاكس لحركته المباشرة حين يُرصد من الأرض، وهي حركة ظاهرية غير حقيقية، سببها اختلاف مواقع الكوكب والأرض في حركتهما حول الشمس. يبيّن رصد الكواكب السيّارة الخارجية لفترة زمنية تقدّر بزهاء الشهرين على الأقل أنّ حركتها تبدأ من المغرب إلى المشرق، ثمّ تبدو وكأنّها تقف في مَهاسها، ثم تتحرّك باتجاه معاكس لحركتها الطبيعية أي من المشرق إلى المغرب، وتستمرّ هذه الحركة لأيّام عديدة أو بضعة أسابيع ثمّ تعود فتقف مرّة أخرى لتسلك طريقها المعتاد من جديد، وقد لاحظ العرب هذه الحركة التراجعية للكواكب السيّارة منذ القدم وأسموها بتحيّر الكواكب. ينتج هذا التحيّر عن اختلاف سرعة هَوَسان الكواكب السيّارة حول الشمس، فسرعة الأرض أكبر من سرعة الكواكب الخارجية مثل المرّيخ والمشتري وزحل وغيرها، لذلك تسبق الأرض الكوكب الخارجي في هَوَسانِها، فيظهر الكوكب وكأنّه قد ثبت في مكانه، ثمّ تسبق الأرض الكوكب في حركته فيبدو وكأنه قد عاد إلى الخلف، ثمّ تعود الأرض في مَهاسها بحركة معاكسة بسبب هوسانها حول الشمس من الجهة الأخرى، فيبدو الكوكب قد عاد إلى مَهاسه السابق مرّة أخرى، أي أنّ سبق الأرض للكواكب السيّارة هو الذي ينشئ هذه الظاهرة، فتبدو الكواكب البعيدة كأنّها تغيّر حركتها في السماء. كان أوّل من فسّر هذه الظاهرة تفسيرا علميا صحيحا الفلكي «كوبرنيكوس»، في القرن الخامس عشر الميلادي، وأوضح أنّ تحيّر الكواكب يعود إلى اختلاف سرعة هوسان الكواكب حول الشمس، يهوس عطارد حول الشمس في مدّة 88 يوما أرضيا، وتبلغ سنة الأرض 365 يوما وربع اليوم، أمّا هجل pluto فتبلغ سنته 248 سنة أرضية. لذلك يتحيّر كوكب زحل 28 مرّة خلال سنته التي تقدّر بزهاء 29 عاما، أي أنّ تحيّره يحدث بمعدّل مرّة واحدة كلّ سنة تقريبا، يتحيّر المشتري 11 مرّة في سنته التي تقدّر بزهاء 12 عاما أرضيا، ويعتبر تحيّر المرّيخ الأكثر وضوحا، بسبب قربه من الأرض، بالإضافة إلى سرعته الكبيرة في هَوَسانه حول الشمس.