معجم المصطلحات الكبير
سَكِينة
الفكر

يشير هذا اللفظ إلى حالة من السكون الروحي وعدم القابلية للتأثّر، وهي حالة لا يفوز بها سوى الحكيم الذي سمحت له معرفته بجميع الأمور بالتغلّب على الخوف والتحرّر من الانزعاج والاكتفاء بالقليل. وقد استعمل ديمقريطس هذا المصطلح، قبل أن يتبنّاه الأبيقوريون والرواقيون والشُّكّاك، ولئن اتّفق أصحاب المدارس الثلاث في جعل السكينة أو الطمأنينة المُعبِّرة عن السعادة المطلقة، الغاية النهائية للتفلسف الحقّ، فالشكّاك قد رأوا أنّ الفوز بها لا يتمّ إلاّ بتعليق الحكم والإهمال (اللامبالاة) إزاء ما يجري، وذهب الرواقيون إلى أنّ الطريق إليها يكون بالخضوع للقدر المحتوم المعبِّر عن كمال العناية الإلهية، وبقبول كلّ ما يحدث بصدر رحب وبرباطة جأش، بينما جعلها الأبيقوريون متوقّفة على القضاء على جميع مصادر الخوف والقلق والاضطراب، لا سيّما على الخوف من الآلهة، والخوف من الموت ومن الألم، وتقترن السكينة عند الأبيقوريون  «بالأبونيا» aponie وهي حالة غياب الألم في الجسم، أي حالة توازن بين جميع وظائف الجسم، أو حالة اللذة الحقيقية كما يتصوّرها أبيقور. (معجم المصطلحات والشواهد الفلسفية، جلال الدين سعيد).

تعليق

كلمة السكينة تقابلها في اللغات الغربية ataraxie, ataraxia على قواعد الاستفان، تحيلنا إلى كلمة «التراخي» أو «التراخية»، فالحرف «x» يبدل في العربية من خاء، والأمثلة على ذلك كثيرة في اللغة الفرنسية، على سبيل المثال: exagérer التي تعني بالغ، غالى، أفرط، هوّل، فالحرف «r» مُبْدل من لام على قاعدة لا تكاد تخيب في القياس، فصيغتها الصحيحة exagél، ومعناها في العربية «يُخَجِّل»، ومثلها، examin بمعنى امتحان، اختبار، فهي الفعل «يُخمِّن». وهذه التخريجات تطرح سؤالا كبيرا حول أصالة الفلسفة الإغريقية، فالاحتمال الغالب، أنّ مصدرها جميعا هو علوم الحضارة العربية الإسلامية، التي سطا عليها الغرب، وادّعى أنّها من الموروث الفلسفي اليوناني القديم.

لغة كلزية

ataraxia
لغة فرنسية

ataraxie
مراجع

  • معجم المصطلحات والشواهدي الفلسفية، جلال الدين سعيد. دار الجنوب، 2004م. تونس العاصمة، تونس.