مطبوعة دورية إعلامية تُعالج مضامين إخبارية حديثة ومتنوّعة، تُنتج آليا وملتزمة بموعد صدور ثابت وبشكل مستمر، لفترة طويلة من دون انقطاع أو توقّف، يكون صدورها عن مؤسّسة مستقرّة، وهي مُتاحة للجميع بثمنها الزهيد.

تُعتبر الجريدة من أكثر الوسائل الطَّبَعِية انتشارا في العالم، ومن أكثرها قراءة واطّلاعا، فهي تعالج مضامين سياسية واجتماعية وثقافية وعلمية ورياضية وغيرها، وتتابع ما استجدّ من أنبائها، والفرق بينها وبين الصحيفة، أنّ الجريدة تصدر يوميا في العادة، والصحيفة أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية. وتتميّز الجرائد بخصيصة الإعلام والإخبار إذا ما قورنت بالكتب، وهي مثلها من جهة استمرار الأثر والاحتفاظ بها كوثائق ومراجع، وتتفوّق على الكتب في متابعة المعلومات وتجدّدها، بالإضافة أنّها أكثر مقروئية من الكتب، إلاّ أنّ معلوماتها سريعة البِلى على العكس من الكتب التي تعتبر معلوماتها أكثر ديمومة وأوثق معرفة، كما تتميّز الجرائد بتنوّع مواضيعها وكثرة قرّائها وسرعة انتشارها، وانخفاض ثمنها مقارنة بالوسائل الطَّبَعِية الأخرى أي التي تعتمد على الكلمة المطبوعة، والواقع أنّ الجريدة تُباع مرّتين، مرّة لقرّائها ومرّة للمعلن فيها، لكن ما يخفّض حقيقة ثمنها هو السحب الكبير لأعدادها مع ثمن الإشهار الذي يُدعّم هذا التخفيض، والملاحظ في الجرائد أنّها تتبنّى ذِهْنِياء معيّنة دائما، وتتوجّه توجّها حزبيا خاصّا عكس الصُّحُف التي يغلب عليه طابع الحُيودة، حتّى الجرائد ذات الملكية العامّة كما في الدول العربية، لا تتّسع إلاّ لوجهات النظر الرسمية، وتنطوي على اتّجاه واحد لسريان الإعلام من السلطة الحاكمة إلى الجماهير، وتمرّ الموادّ الإعلامية بعدّة مراحل قبل أن تُنشر في الجرائد، تتعرّض أثناءها للتعديل والحذف والتحوير والتنقيح والزيادة والتلفيق، والاقتصار على مصادر إخبارية معيّنة دون سواها، وذلك بهدف وصولها في النهاية إلى القارئ في صورة ترضى عنها الحكومة وتدعّم سلطتها الفكرية ونفوذها السياسي.