معجم المصطلحات الكبير
داوُد بكْتاش
الخِطاطة

يُعتبر داود بكتاش أحد عمالقة الخِطاطة الإسلامية في العصر الحديث لا سيما في خط الثلث، فقد بلغ فيه مبلغا عظيما، ويمكن اعتباره بحقّ شيخا من شيوخه في رتبة سامي أفندي وأضرابه، وفي نظرة شاملة وعميقة على أعماله الفنية تنحصر ملامح خطّه في أسلوب سامي أفندي ومحمد نظيف أفندي، فالأول امتاز بقوة اليد التي واكبتها سلسلة من عمليات التهذيب اللاحقة والثاني انفرد بكتابة الحروف التي قلّل فيها من التصحيح والتهذيب. وُلد داود بكتاش سنة 1963م في قرية اكولُك في محافظة أضنة جنوب تركيا، فبعد أنّ أكمل المرحلة التعليمية الابتدائية في قريته انتسب إلى معاهد الإئمة والخطباء في أضنة فأنهى فيها المرحلتين المتوسطة والثانوية، ثمّ في سنة 1981م التحق في دراسته الجامعية بكلّية الحقوق في مدينة استنبول، وتحصّل على الشهادة الجامعية في القانون سنة 1992م. شُغق داود بكتاش بالخطاطة الإسلامية منذ دراسته الأولى في أضنة، فعقد العزم على تعلّم أصولها، وحين وصل إلى استنبول بدأ بتعلّم خطّ الثلث على يوسف أرغون أرزينجاني، وفي سنة 1982م تعرّف على الأستاذ الكبير حسن جلبي، فتابع دراسته عليه في الثلث والنسخ والرقعة، حتّى تحصّل على إجازته في هذه الخطوط سنة 1994م. ثمّ أخذ بتقليد خطوط الأساتذة الأقدمين، مثل محمد سامي وحامد الآمدي، وبعض الخطّاطين المعاصرين، فتعمّق أكثر في الثلث الجلي، وقد كان للأستاذ مصطفى أغور درمان خبير الفنون الإسلامية دور كبير في تقدّمه وذلك بتزويده بنسخ مصوّرة من أعمال سامي أفندي لا سيّما التي نُفذّت على سبيل الجامع الجديد في استنبول، ونسخة من القصيدة الألفية لشوقي بخطّي الثلث والنسخ. وفي سنة 2002م باشر بتعلّم الخط الفارسي والديواني من الأستاذ علي ألب أرسلان حتى وفاته رحمه الله سنة 2005م.

بهذه المؤهّلات والقدم الراسخة في هذا الفنّ أقام داود بكتاش الكثير من المعارض الخاصّة والمشتركة، منها معرض الخطّ والزخرفة بإشراف مركز بحوث التاريخ الإسلامي والفنّ والثقافة باستنبول سنة 1984م. معرض بيرليك فونديشن باستنبول، ومعرض جاليري قصر يلدز، استنبول سنة 1990م. معرض موسياد ـ المركز التجاري الدولي سنة 1996م. معرض دبي الدولي لفن الخط العربي في سنتي 2004 و2005م. معرض ملتقى الشارقة الدولي، ومعرض أيام الخط في تونس في سنة 2006م. كما أنّ لداود بكتاش العديد من اللاحات في المجموعات العامّة والخاصّة، وقد حاز العديد من الجوائز، أهمّها الجائزة الأولى في الثلث الجلي في المسابقة الأولى التي أقامها مركز بحوث التاريخ الإسلامي والفنّ والثقافة (ارسيكا) باستنبول سنة 1986م، وقد فرح أستاذه حسن جلبي فرحا كبيرا بهذه الجائزة التي تحصّل عليها تلميذه أوّل مرّة، ورأى فيها شرفا عظيما له شخصيا يدعوه إلى الاعتزاز. والجائزة الأولى في خطّ الثلث سنة 1989م في مسابقة ارسيكا الثانية، والجائزة الأولى أيضا في المهرجان الإسلامي سنة 1993م في مسابقة ارسيكا الثالثة. كما تحصّل أيضا على الجائزة الأولى في مهرجان طهران الدولي سنة 1997م. ونال أيضا جائزة بينالي الشارقة الثاني سنة 2006م. يساهم اليوم داود بكتاش في تعليم الخِطاطة الإسلامية ونشرها في العالم ويعلّمها ويمنح الإجازات فيها، ويُختار في العديد من المرّات للتحكيم في مسابقاتها، وهو يعمل حاليا محاضرا في كلّية الفنون الجميلة بجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية في استنبول بتركيا. من بين طلاّبه المشهورين الخَطّاطة نُورية قارسيا التي أخذت عنه الإجازة في الثلث والنسخ سنة 2007م. ومن طلاّبه أيضا فاطمة سعيد البقالي، وسنم دميرجي، وعبد الرحمن دَبَلَرْ (إجازة في الثلث الجلي)، وعمر فاروق الأرضرومي، ومريم نوروزى، ودنيز أوكتم بكتاش، ومحمد أنس الحوري.

لغة كلزية

Davut Bektaş
مراجع

  • albayan.ae/sports/2006-10-11-1.952628
  • ketebe.org/ar/artist/davut-bektas-2100

الخطّاط داود بكتاش، مصدر الصورة: ketebe.org

قطعة فنية خِطاطية بالثلث الجلي من عمل داود بكتاش، سنة 1425، نصها: كما تكونوا يولى عليكم.

توقيع الخطّاط داود بكتاش.