سلاح دفاعي قديم يتألّف من لوح يُحمل في اليد بمقبض أو على الذراع، يُتّخذ لحماية الجسم من ضربات السيف، والرمح والنشّاب، استعملته الشعوب كلّها منذ قديم الزمان، وعلى الأرجع في نهاية الزمن الدَّوْسري، ثمّ زال من الاستعمال حين اُكتشفت الأسلحة النارية، لأنّ حمايته قليلة جدا ضدّ الرصاص. ارتبطت صناعة التروس في بادئ الأمر بالمصادر الطبيعية المحلّية، فقد صُنعت التروس الأولى من الجلد أو الخشب مثل تروس الطوارق التي صنعوها من جلد الأدمي الصحراوي، ويصل بُصْرُها 3 أعشراء القاس، كما صنعته بعض القبائل القديمة من الخشب المغطّى بجلود البقر مثل الرومان، وكانت تروس المصريين القدامى ضخمة ومستطيلة، واستعمل السومريون والسريان الأنواع المستديرة، أمّا التي حملها الجنود الإغريق فقد كانت ثقيلة ومستديرة أو بيضوية ومزوّدة بمقبض، وصنعه العرب في البداية من الجلد والجريد، ثمّ مع تقدّم الفتوحات تحوّلوا في صناعته إلى الحديد والفولاذ مقلّدين في ذلك أعداءهم، وبتمدّن المسلمين تعدّدت التروس، وذهبوا في صناعتها مذاهب شتّى وأكثروا كاليونان من ترصيعها بالقتير (المسامير المضغوطة)، فكانت عندهم المِجَنّ الكبير والصغير والخفيف والثقيل، ومجنّ الفارس والراجل، ونقش عليه المسلمون الآيات القرآنية والحكم والأشعار، من ذلك «لا غالب إلاّ الله» وعُرفت عنهم أنواع كثيرة من التروس فمنها الدمشقي والعراقي والغرناطي، واللِّمْطِي وهو من التروس الدولة المرابطية قديما، حارب به المرابطون في موقعة الزلاّقة المشهورة. ويُصنع الترس في الغالب محدّبا لتتجافى عنه ضربات النصال. أمّا اليوم فقد عادت التروس للظهور مرّة أخرى، يحملها الشرطيون لحمايتهم في المظاهرات العامّة التي تحدث في الشوارع، وتكون هذه الأنواع الجديدة مستديرة أو مستطيلة من اللدن المُشِفّ في الكثير الغالب.
الزمن الدَّوْسري يُقابل في الفرنسية مصطلح temps préhistoriques أي الأزمنة قبل التاريخية، فالدَّوْسر في اللغة الشيء القديم.
- فن الحرب عند العرب في الجاهلية والإسلام، اللواء جمال محفوظ. موسوعة الحضارة العربية الإسلامية. ج. 3. الطبعة الأولى 1995م.المؤسّسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. دار الفارس للنشر والتوزيع. عمان.
- Le grand dictionnaire terminologique 2001, version 3.78 pour Windows Octobre 1999, CDROM-SNi. Office de la langue française. Québec. Canada
- Encyclopédie Hachette multimédia, 2005