المُفَصَّص هو نوع من الزخارف الجِدارية، يقوم على تكوين رسوم مختلفة بواسطة قطع صغيرة أو فصوص من موادّ مختلفة الألوان يُضمّ بعضها إلى بعض، وقد اُتّخذت الفصوص من الحصى والحجر والرخام والصدف والخزف والعاج والآبنوس، وقد ورث البوزنطيون طريقة الزخرفة بالمفصّص عن الرومان وطوّروها، فبعد أن كانت فصوصها تُصنع من الحجر الملوّن أو الحصى الملوّن أو الصدف صنعها البوزنطيون من الزجاج، وبعد أن كان الرومان يزّينون بها الجدران وجدالة العمائر بصور من حياتهم الاجتماعية ومناظر من عقائدهم الدينية، اقتصر البوزنطيون على استعمالها في تزيين الجدران بصور مستمدّة من كتابهم المقدّس، وتعتبر كنيسة آيا صوفيا في استنبول أروع أمثلة المفصّص البوزنطية، وورث المسلمون هذه الطريقة وزيّنوا بها قبّة الصخرة في القدس الشريف، والمسجد الأموي في دمشق، وقصر هشام في خربة المفجر، وكلّها من آثار الأمويين في الشام. أمّا اليوم فيصنع المفصّص من كلّ أنواع المَحاشات المعروفة.

فسيفساء كلمة دخيلة، عربيتها المُفصّص التي اختصّ بها أهل المغرب، وقد أشار المقري في كتابه نفح الطيب إلى أنّه كان يصنع بالأندلس نوع من المفصّص المعروف في المشرق بالفسيفساء، والواقع أنّ التعبير المغربي أصدق في الإبانة عن هذه الزخرفة من التعبير المشرقي، إذ أنّ كلمة المفصّص هي خير ما يعبّر به عن هذه الزخرفة التي تقوم على تكوين رسوم مختلفة بواسطة قطع صغيرة مكعّبة الشكل أو فصوص مختلفة الألوان.

تدلّ كلمة مَحاش على كلّ ما يُحاش من مواد لبناء المنازل والعمائر أو السفن أو ما شابه ذلك، فمحاش بناء المنازل هو الخشب والحديد والرمْل والحُساس واللِياط واللَّبِن وغير هذا، تقابله كلمة material في اللغة الكَلَزية.