معجم المصطلحات الكبير
نَظَرِية نِسْوِية
اللغة والأدب

ما يوحّد مختلف أنواع النظرية الأدبية النسوية ليس صِنْعة نقدية technique of criticism محدّدة، وإنّما الهدف المشترك: هو رفع مستوى الوعي لأدوار المرأة في جميع جوانب الإنتاج الأدبي (ككاتبات، وكشخصيات في الأدب، وكقارئات، إلخ) وكشف مدى الهيمنة الذكورية في جميع هذه الجوانب. ولمحاولات النساء مقاومة هيمنة المجتمع الأبوي تاريخ طويل، ولكن مصطلح «النسوية» الفعلي لا يبدو أنّه دخل حيّز الاستعمال في الكَلَزية حتّى التسعينيات من القرن العشرين. بصفة عامّة، حاول النقد النسوي إظهار أنّ النقد الأدبي والنظرية نفسها قد تمّت الهيمنة عليهما من لدن اهتمامات الذكور. في الواقع قام بعض مؤيّدي الحركة النسوية بردّ فعل ضدّ كلّ النظريات كونها بشكل أساسي مجالا هيمن عليه الذكور. كانت النظرية، بالنسبة لهم، مرتبطة مع المعارضة الثنائية التقليدية ذكور\إناث: وهي نظرية تجري أساسا في المجال الذكوري، وتحتضن كلّ ما هو غير شخصي وما سيصبح موضوعيا. قام الذكور بوضع عالم الإناث الذي يتّصف بالذاتية والتجربة البدائية مقابل هذا المجال. وثمّة اتّفاق عام بين معظم الكتّاب أنّ النظرية النسوية، بصرف النظر عن التطوّرات الأخيرة، يمكن تقسيمها إلى مرحلتين رئيستين: الموجة الأولى، والموجة الثانية.

الموجة الأولى : كانت المرحلة المبكّرة من النظرية النسوية الحديثة متأثّرة بشكل كبير بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية التي نجمت عن حقوق المرأة وحقّ الانتخاب، ثمّة كاتبتان برزتا بشكل خاصّ في هذه المرحلة لأنّهما طرحتا العديد من القضايا التي من شأنها أن تستمرّ في الاستحواذ على مؤيّدي الحركة في وقت لاحق: فرجينيا وولف Virginia Woolf، وسيمون دي بوفوار Simone de Beauvoir.

الموجة الثانية : الموجة الثانية من النظرية النسوية كانت متأثّرة كثيرا بالحركات التحرّرية المختلفة، لا سيّما في أمريكا، في الستينيات من القرن العشرين. كان شغلها الشاغل هو الفرق الجنسي، وقد انتقد مُنظّرو الموجّة الثانية، لا سيّما الحجّة القائلة إنّ النساء قد جُعِلن «وضيعات» بسبب اختلافهن الحِياوي biological difference عن الرجال، ومجّد بعض نقّاد النسوية، من جهة أخرى، الفرق الحياوي وعدّوه مصدرا للقيم الإيجابية التي يمكن أن تغذّيها النساء، سواء في حياتهن اليومية، أو في أعمال الفنّ والأدب. ثمّة مجال آخر للنقاش، وهو مسألة ما إذا كانت النساء البيض والرجال يتصوّرون العالم في السبل نفسها، وعلى نحو مختلف عن النساء السود. ثمّة سؤال آخر متنازع عليه كثيرا، ألا وهو ما إذا كانت ثمّة لغة أنثوية على وجه التحديد. قد نشأ هذا بسبب الشعور بأنّ أحد أسباب قهر المرأة هو هيمنة الذكور على اللغة نفسها. وقرّرت بعض مؤيّدات النسوية عدم تحدّي تلك الهيمنة مباشرة، بل تمجيد كلّ ما تمّ التعرّف عليه تقليديا بأنّه نقيض الذكورة مباشرة. كان يُنظَر إلى كلّ ما هو مضطرب وفوضوي ومُخرِّب على أنّه أنثوي، بطريقة إيجابية وبالمعنى الإبداعي، وكان هذا على نقيض ما هو مقيّد ومرتّب ومحدّد في هواجس الذكور. (النظرية الأدبية، ديفيد كارتر).

لغة كلزية

feminist theory
لغة فرنسية

théorie féministe
مراجع

  • النظرية الأدبية. ديفيد كارتر. ترجمة الربيز: باسل المسالمة. دار التكوين، الطبعة الأولى، 2010م. دمشق، سوريا.