هي الأحداث والوقائع التي يتوحّد حولها الشعور الجماعي باعتبارها أخبارا صالحة للنشر، أو التي ينعقد حولها شبه إجماع من الصحافيين على حيازتها للمقوّمات الأساسية للخبر، وما تقوم بتلحيصه وسيلة إعلامية يتمّ فعليا بوسائل إعلامية أخرى. غالبا ما تكون هناك أسباب مقنعة للاتّفاق الجماعي على قصّة الخبر الرئيس، كتأثير الثقافة السائدة على أبنائها في مجال التلحيص، أو التوافق مع ما كان متوقّعا، أو وجود الحدث كخبر من قبل، أو سهولة فهم الحدث وتلحيصه، أو وثاقة الصلة بالجماعة أو الدولة. وهذا النوع من الصحافة يعطي خبرة يتعلّم منها المبتدئ بنعمة وجود من هم أكبر منه سنّا وأكثر دراية، ووعدا بضمان السلامة الكامنة في التصرّف ضمن الجماعة والاشتراك معهم في ردود الفعل، كما أنّ الاتجاه نحو التطابق يصنع صحافة رديئة، ويلغي التساؤلات وبالتالي عدم إضافة خبرات جديدة، فإذا كان الاتجاه الجماعي مخطئا فسوف يستمرّ الخطأ، لأنّ التصحيح الذاتي غير موجود، وقد تُشكِّل صحافة الجماعة ضغطا على الصحافي الذي يرغب في أن يبدأ بداية خاصّة به، باعتبار أنّ ما يقدّمه يخلو من الجودة حتما، إذ لو كان جيّدا ما تفرّد هو فقط بتقديمه، والملاحظ أنّ الكثير من القصص الخبرية الرئيسة التي تظهر من حين إلى آخر كانت بارزة لأنّها اكتملت بواسطة مراسلين كانوا يعملون بمفردهم، في حين كان زملاؤهم يعتبرونهم قد ركضوا في غير الطريق الصحيح.