كان للناقد ليفيس دور أساسي في وضع الكلزية ودراسة الأدب الكلزي في قلب مناهج المدارس والجامعات في إنكلترا. وكيفما رأينا تراثه النقدي فإن دراسة العلوم الإنسانية في إنكلترا تدين بالفضل الكبير لجهوده. كانت مقالاته ذات أهمية خاصّة حيث نُشِرَت في كتابه «التعليم والجامعة» (1943م). اهتمّ كثيرا بالوظيفة التطبيقية للنقد وليس بوضع نظريات حول هذا الموضوع، كما اعتبر النقد والفلسفة أنشطة منفصلة تماما، وتبنّى ليفيس طرائق ريتشاردز في النقد التطبيقي بالإضافة إلى التركيز على النصّ المحدّد الذي أكّد عليه النقّاد الجدد. بالنسبة لليفيس ينبغي أن يحتوي النصّ في داخله على المبرّرات الكاملة؛ لسبب وجوده كما هو وليس غير ذلك. إنّ أوّل مرحلة في عملية التحليل هي التمحيص الدقيق للنصّ. (حيث أعطى اسم «تدقيق» Scrutiny للمجلّة التي أسّسها وحرّرها من عام 1932 حتى 1953م). وقاد مثل هذا التدقيق في نهاية المطاف إلى إنشاء «حياة» النص (وهو مصطلح لم يُعرّف أبدا) وقربه من الخبرة وقوّته المعنوية. في كتابه «إعادة التقييم» (1936م)، رسم ليفيس التقليد الشعري الكلزي الصحيح، وَفْقا للخطوط التي حدّدها إليوت، وفي كتابه «التقليد العظيم» (1948م) قام بتأسيس التقليد الليفيسي leavisite (وهذه الكلمة دخلت في الحديث النقدي العام ) من الروايات الكلزية العظيمة.

روائيو ليفيس العظماء (جين أوستن، جورج إليوت، هنري جيمس، جوزيف كونراد، ودي إتش لورانس المعاصر لليفيس) هم الذين يُروِّجون، بحسب ليفيس، للوعي الإنساني الكامل في مواجهة المادّية والصنعياء. وعلى عكس ريتشاردز والنقاد الجدد، جلب ليفيس وعيا اجتماعيا وسياسيا وأدخلهما في تحليلاته. ردّد الكاتب دي إتش لورانس، الذي أُعجِب به ليفيس إعجابا شديدا آراء وميول ليفيس. في مقالته «الأخلاق والرواية» (1925م) كتب لورانس: «إذا كشفت الرواية عن علاقات حقيقية وحيّة، فإنّ ذلك يكون عملا أدبيا وأخلاقيا، مهما كانت ماهية هذه العلاقات». في مقالته «لماذا تكون الرواية مهمّة» (1936م) نجد أن مفهوم «الحياة» عنده غامض ومبهم مثل تعريف ليفيس: «أن تكون حيّا، أو أن تكون إنسانا حيّا، أو أن تكون إنسانا كاملا حيّا، تلك هي المسألة، وفي أفضل حالاتها، الرواية، والرواية في أعلى درجاتها يمكن أن تساعدك». وقد عدّ الكثيرون ليفيس وذِهْنِياء مجلة (التدقيق) على أنها نخبوية (أي للنخبة فقط) بشكل أساسي: إن روحك آمنة حقّا إذا درست الأدب تحت كنف ليفيس أو تحت ظلّ الليفيسيين على الأقل. (النظرية الأدبية، ديفيد كارتر).