أحد هاسي كوكب المرّيخ مع «رَجَمان» الخارجي، اكتشفه الفلكي هال يوم: 12 أوت عام 1877م، وهو الأكبر فيهما، قطره 22,2 إقاس، والأقرب إلى سطح المرّيخ، يبعد نحو 6000 إقاس، ويهوس حول كوكبه في مَهاس دائري تقريبا، في مستوى ساي الكوكب، في مدّة زمنية قدرها 7,7 ساعة فقط، يدور سلمان في الاتّجاه الشرقي نفسه الذي يدور فيه المريخ حول نفسه (كما هو حال القمر) ويظهر من المرّيخ كأنّه نصف قمر الأرض، أمّا حجم رجمان فنحو نصف حجم سلمان، ويهوس حول المرّيخ في 3,30 ساعة. لون الهاسين أرمد داكن، وهما الأعتم، وبالتالي فهما الجِرْمان الأقل عكسا للضوء في النظام الشمسي، متكوّنان من النوع الأوّل أو الثاني من «الكوندريتات» السخامية carbonaceous chondrites، وهي المادّة نفسها التي تَشكّل منها الزُّجال والكواكب القَزِمة، وعلى أساس هذا التكوين اقترح العلماء أنّ يكون أصل الهاسين هو حزام الأفالك، حيث عملت جاذبية المشتري إلى دفعهما للهوسان حول المريخ، إلاّ أنّ هذا الاقتراح يحدّ من قبوله، أنّ كليهما له مهاس دائري تقريبا، وهذا يتعارض مع مهاسات الأجرام الأخرى التي أسرت من خلاله، وسيواجه الغلاف الجوي الرقيق في المريخ صعوبة في توفير الكبح اللازم لإبقاء الهاسين في مَهاسيهما الحاليين.
لن يستمر سلمان في الهوسان حول المريخ، فهو يتحرّك بطريقة حلزونية نحو الداخل بمعدّل 1,8 قوس في السنة، أو 1,8 قاس كلّ قرن. في غضون 50 بِسان (بلف سنة) سيهوي داخل كوكبه، أو يتشظّى ويتبعثر على هيئة حلقة من الفتات الصخري حول المريخ. يتغطّى سطحه بلَفاء دقيق، يرجع ذلك على الأرجح إلى القصف الزُّجالي، عليه فاهات زُجالية كثيرة، وأخرى كبيرة، تُسمّى في العربية «بالنَّدْخة الكبرى» وفي اللغة الكلزية «ستيتشني»، أغلب الظنّ أن مصدر هذه الفاهات هو الأفالك. تتفاوت حرورة سَلَمان خلال الليل والنهار، إذ تصل إلى أعلى مستوياتها خلال النهار بواقع -4مْ، بينما تصل في الليالي الباردة إلى -112مْ. الهاس صغير جدّا، إذ لو أنّ إنسانا يزن 150 رطلا وقف على سطحه، فلن يزن سوى أوقيتين.