نشاط عقلي يتّجه المفكّر بمقتضاه لوضع تصوّرات جديدة أو أفكار لمواجهة مشكلات مستعصية على الحلّ أو تبدو كذلك، والانتقال من أسْر الحلول الثابتة إلى الحلول الخلاّقة. لا يشتمل الإبداع على عملية استخراج ما هو جديد وغير معروف فحسب، بل يتعدّى معناه إلى عمليات التجديد، والتحسين، وتطوير القديم وتقديمه في صورة تستجيب لمطالب العصر وضرورات الحياة. فهو تطبيق قدرة الخيال لإيجاد الحلول للمشاكل، وتجديد الأشكال، لذلك يكون الإبداع في اتجاهين، اتجاه يحافظ على الأصول مع التطوير والتعديل والتحسين في ضوء المستجدّات والتطور الصنعيائي، وهذا يُسمّى الاحتسان، واتّجاه آخر يأتي بالجديد غير المألوف وهذا يُسمّى بالابتكار. يميل الاستعمال السيئ لهذا المصطلح إلى ربطه بالجوانب المعنيّة بالعلاقات مع المستهلكين، لا سيّما المتعلّقة بالإشهار والتسويق، والتغاضي عن حقيقة أن الإبداع ضروري تماما في المجالات الأخرى الأكثر خطورة، مثل التنظيم أو السياسة العامّة، وأنّه يجب أن يؤدّي إلى إبعاد المقترحات السيّئة والمضطربة، واستدعاء الخيارات المفيدة والموثوقة. غالبا ما تكون سياسات الإنتاج والبحث هي المجالات التي يلعب فيها الإبداع دورا بارزا.
الاحتسان على صيغة الافتعال من أحسن الشيءَ، أجاده وأتقنه وعَلِمَه، والابتكار، من قولهم ابتكر الشيءَ جاء به ولم يكن من قبل، ويختلف الابتكار عن الاختراع في أحد الجوانب الأساسية؛ الاختراع invention هو اكتشاف شيء جديد، بينما يكون الابتكار innovation في التقديم الفعلي أو التطبيق الفعلي لشيء جديد.
- مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.