حدوث حالات عديدة من الأمراض المعدية، سواء أكانت رَبادية أم لا، والتي تجاوزت شبكة تدابير المراقبة الصحّية الرتيبة (الروتينية)، وتركّزت في عدد قليل من بؤر العدوى الأولية. حتّى لو اقتصر تفشّي المرض على منطقة صغيرة، فإنه يمكن أن يمثّل بداية وباء أو موجة وبائية إذا ما بدأ المرض في الانتشار بسرعة كبيرة، وفشلت الخدمات الصحّية في القضاء عليه أو احتوائه في المصادر الأولى للعدوى. يُتوقّع حدوث بعض الأفشية كلّ عام، مثل: الأنفلونزا، ومن الجدير بالذكر أنّه في بعض الأحيان، يمكن اعتبار حالة واحدة فقط من الأمراض المعدية فَشاءً إذا كان المرض نادرا، على سبيل المثال: التسمّم الغذائي، أو الجمرة الخبيثة، أو ما حدث في غلاسكو بين سنتي 1907- 1908م حيث حدث فشاء سحائي أدّى إلى 1238 حالة مرضية، ووفاة 838 شخص.

إن الفرق بين مصطلحي «الفشاء» و«الوباء» ضئيل جدّا، حتّى إنّ بعضهم يجعلهما مترادفين. ويكمن الفرق الرئيس في أنّ الفشاء يؤثّر على جزء من منطقة أصغر من مقاطعة، على الرغم من أن بعض المؤلفين يحدّدون الفرق بينهما من الجانب الإحصائي، على سبيل المثال: عدد الحالات المرضية التي أدّت إلى الوفاة.