صعود المياه من أعماق المحيط، عند الأشوار (خطوط العرض) حيث تلتقي الرياح التجارية les alizés والتي تجلب المياه الباردة نسبيًا إلى السواحل فيؤدّي ذلك إلى تلطيف المناخ المحلّي. هذه المياه تساعد بشكل خاص على نمو العوالق. يحدث الصعود للكتل المائية الباردة نتيجة تعويض الكتل السطحية المنساقة بالرياح نحو عمق المحيط، تُعدّ التعيّلات التي تحدث في البيرو وكاليفورنيا من المناطق الغنّية جدّا بالإنتاج الحِياوي وذلك لغِناها الكبير بالأملاح المغذّية، مثل: الهوبصات phosphates، والزوعتات nitrates والتي تصعد من الأعماق إلى مئات القاسات. يوجد مثل هذه الظواهر التعيّلية أيضا على شواطئ الرباط وشواطئ أنغولا، إلاّ أنّها أقل شدّة. يمكن أن تحدث العملية العكسية، أي نزول المياه إلى الأسفل أيضا، مما يؤدّي إلى جلب المياه الدافئة نحو الساحل، وتعرف هذه الظاهرة بالتسفّم downwelling. يترتّب عن التعيّل، بعض الأمور، أهّمها:
- 1- يؤثّر التعيّل على حرورة السطحر (سطح البحر) والإنتاجية الحِياوية؛
- 2- تعتبر مياه أعماق المحيطات بشكل عام شديدة البرودة، وغنّية بالمغذّيات، لذلك نجد في مناطق التعيّل مياها منتجة جدّا؛
- 3- انتقال هذه المياه الغنية بالمغذيات إلى السطحر، حيث يوجد ضوء الشمس، وهو ضروري لنمو العوالق النباتية، ممّا يؤدّي إلى نموها السريع وتكاثرها؛
- 4- نظرا، لأنّ العوالق تشكّل قاعدة السلسلة الغذائية البحرية، فإنّ مصايد الأسماك الأكثر إنتاجية في العالم تقع في هذه المناطق؛
- 5- تمنع المياه الباردة المتدفقة من تكوّن الأعاصير المدارية، التي تستمدّ طاقتها من المياه السطحية الدافئة.
يتسبّب التدفّم Ekman flow في حدوث تيّارات صاعدة في المناطق الساحلية، وقد يؤدّي أيضا إلى تيّارات هابطة اعتمادا على اتّجاه الرياح السائدة.
تعمل الرياح المستمرة في اتجاه ثابت فوق المحيط على تحريك الطبقة العليا (زهاء 30 قاسا) من مياه البحر. في النُّصْكُرة الجنوبية، تتحرّك طبقة مياه البحر إلى يسار اتجاه الرياح، بسبب دوران الأرض (الدَّوْرَضة). استمرار هبوب الرياح لأكثر من يوم، يؤدّي إلى انزياح المياه السطحية الساخنة نحو عمق المحيط، وصعود المياه العميقة الباردة نحو سطح البحر لتعويض هذه المياه السطحية المنزاحة، التي تكون غنية بالمغذّيات. كلما طالت مدة هبوب الرياح، زاد تعيّل المياه الباردة التي تصل إلى السطح. يمكن أن تستمر هذه العملية لعدّة أيام أو أكثر، حتّى تتغيّر ظروف هبوب الرياح وتختلط مياه البحر. يشعر بهذه الظاهرة المصطافون على الشواطئ، حيث يلاحظ السبّاحون أن حُرورة المياه على الشاطئ تزداد برودة من يوم إلى آخر. وقد يؤدّى ذلك في بعض الحالات إلى انخفاض حرورة جسم السبّاح، على نحو يتطلب تدخّل الإسعاف.