الإعبال، هو عملية حيوية منظمّة يتخلّى فيها النبات عن جزء من أجزائه، مثل الأوراق أو الثمار أو الأزهار غير المخصّبة. تلعب هذه العملية دورا مهمّا في دورة حياة النبات، حيث تتيح له التخلّص من الأجزاء غير الضرورية أو المضرّة في أوقات معيّنة، مثل فصل الخريف أو عند عدم توفّر الموارد الكافية. إنّ الإعبال صفة من صفات النباتات الخشبية والكثير من النباتات غير الخشبية أيضا، تحدث هذه العملية في منطقة خاصة تُعرف باسم «منطقة الإعبال» abscission zone والتي تتشكّل عند قاعدة العضو النباتي الذي سيُفقَد. في هذه المنطقة، تتكوّن «طبقة الإعبال» abscission layer أو طبقة فاصلة separation layer وهي طبقة من خلايا «برنشيمية» متخصّصة تمتدّ عبر قاعدة الجزء الذي سيسقط، وقُبيل نهاية موسم النمو تذيب «بكتينات» pectins جدران هذه الطبقة بفعل إنزيمات التي تبدأ في التحلّل أو الانفصال عن بعضها البعض. هذا التحلّل يؤدّي في النهاية إلى قطع الحزم الوعائية vascular bundles التي تنقل الماء والمغذيات إلى الجزء النباتي، مما يعجّل بسقوطه بفعل العوامل المحيطة، مثل: انكماش سِنْخ الورقة في الأيّام الدافئة أو المشمسة، أو الرياح، أو سقوط المطر على الورقة، أو تكوّن بلّورات الجليد ضمن طبقة الإعبال.
تلعب التغيّرات الكيميائية دورا أساسيا في تحفيز هذه العملية. يزداد إنتاج «هرمون الإيثيلين» ethylene في النبات، وهو «هرمون» يعزّز نضج الثمار وسقوطها، بينما ينخفض تركيز «هرمون الأوكسين» auxin الذي عادةً ما يثبّط عملية الإعبال. هذه التغيّرات في مستويات «الهرمونات» النباتية تؤدّي إلى تنشيط طبقة الإعبال والبدء في عملية الانفصال. قبيل سقوط الورقة أو بعده بفترة قصيرة تتكوّن طبقة من الفلّين تحت طبقة الإعبال أو الانفصال مباشرة لحماية الأنسجة المكشوفة من العدوى «البكتيرية» أو الفطرية، ولمنع فقدان الأسوال. إضافةً إلى فائدته في التخلّص من الأجزاء الزائدة، فإنّ الإعبال يساعد النبات أيضا على الحفاظ على الموارد خلال فترات الإجهاد مثل: الجفاف أو البرد، وذلك عن طريق تقليل النتح عبر الأوراق الساقطة. في بعض النباتات، يمكن أن تُسْهِم هذه العملية في نشر البذور، حيث تسقط الثمار الناضجة في الوقت المناسب، ممّا يعزّز من فرص إنباتها في بيئات مناسبة. للإعبال أهمّية اقتصادية كبرى بالنسبة لنبات القطن، حيث يساعد الإعبال المبكّر للأوراق على تسهيل جني المحصول يدويا، ويعتبر ضروريا للجني بالآلات. ثمّة العديد من الموادّ الكيميائية التي تساعد على الإسراع في الإعبال، إلاّ أنّه لا ينصح باستعمالها، لأنّ بعض الأوراق تموت ولكنّها لا تسقط بحيث تختلط مع ألياف القطن أثناء الجني، ممّا يخفّض من رتبته.