دراسة التجمعات البشرية وعلاقتها بتجدّدها من خلال تفاعل الولادات والوفيات وحركات الهجرة. دراسة تكوين وكثافة وتطور الحيوانات أو البشر. دراسة خصائص الأفراد الذين يتألفون من مجموعة سكانية محدّدة. والغرض منها هو وصف السكان في بِناهم الأساسية، الاجتماعية والفكرية وما إلى ذلك. وتشمل على وجه الخصوص: التحركات العامّة للسكان عبر الزمن؛ البِنى حسب العمر، وحسب الجنس، وحسب الفئة الاجتماعية المهنية، وحسب قطاع النشاط. كما تتناول آفاق السكان وبِناهم في المستقبل القريب. يتم تحديد مجالات معينة من الدراسة من خلال تحديد الموضوع المدروس، مثل: البرنسة الاقتصادية، والبرنسة التاريخية، والبرنسة التِّياسية، والبرنسة الاجتماعية. لتوصيف العمل بناءً على الجوانب العددية للأمور المتعلّقة بالسكان، نتحدث أحيانا عن «البرنسة الكمية» بينما يتم تخصيص «البرنسة النوعية» للدراسة، على نطاق السكان، للخصائص الجسمانية والفكرية للأشخاص والعوامل التي تؤثر عليهم، والعوامل التي تحدّد هذا التأثير.
يُعرّفها معجم البرنسة المتعدّد اللغات الصادر عن الأمم المتّحدة، في نسخته الفرنسية: «البرنسة علم يتناول دراسة سكّان المجتمعات البشرية، من حيث حجومهم، وبِناهم، وتطوّرهم، وخصائصهم العامّة، لا سيّما من النواحي الكمّية». المنظور الكمّي غالب في الدراسات السكّانية إلى حدّ يسمح بالقول، بأن لا وجود للبرنسة من دون أعداد أو إحصاء، لا سيّما إذا تعلّق الأمر بدراسة حالة السكّان أي عددهم وتوزّعهم إلى فئات متنوّعة، أي أنّ البرنسة تمثّل في حدّ ذاتها إجابة عن أسئلة تتعلّق بالتحديد بالعدد وبالتوزّع السكّاني، ويصبح الارتباط بين البرنسة والإحصاء أقلّ وضوحا وأهمية عندما يتعلّق الأمر بدراسة حركية السكّان، وهذه تغذّيها على الدوام أحداث الولادة والوفيات والهجرات.
«يُعزى استعمال مصطلح البرنسة démographie إلى عالم الإحصاء الفرنسي أشيل غيّار Achille Guillard، الذي أراد تطبيق الإحصاء على دراسة سكّان المجتمعات البشرية، فأوجد المصطلح والعلم في مؤلَّفه: «مبادئ الإحصاء البشري أو البرنسة المقارنة»، سنة 1855م، وهو علم حديث نسبيا، لكنّه سرعان ما تمكّن من تحقيق خطوات واسعة على امتداد العقود الأولى اللاحقة من نشأته، فطوّر أدواته البحثية الخاصّة تلبيةً لخصوصية الظواهر البرنسية من جهة، ولخصوصيته كعلم يقع على مفترق طرق مجموعة كبيرة من العلوم من جهة أخرى، ثمّ ما لبث التقدّم الصِّنْعي وما رافقه من توسّع في استعمال النهاجل الحاسوبية أن أسهم بفعالية في تسريع خطوات تطوّر مناهج العلم وطرائقه التحليلية، وتعزيزها».