معجم المصطلحات الكبير
مُحمّد عبْد القادِر عبْد الله
الخِطاطة

وُلد محمّد عبد القادر بمدينة القاهرة في مصر بالقرب من مسجد سيّدنا الحسين رضي الله تعالى عنه في 01 جمادى الآخرة سنة 1335 (ما يوافق 24 مارس سنة 1917م). تلقّى دراسته بمدرسة نذير آغا الملكية ابتداء من سنة 1342 ثمّ انتقل إلى مدرسة خليل آغا الملكية حتى سنة 1350، وكان ملحقا بها مدرسة تحسين الخطوط الملكية المُنشأة سنة 1338، فكانت تبهره خطوط الأساتذة والطلاّب على الأوراق والسبّورات، بدأ مسيرته مع الخطاطة عندما تلقّى تعليمه الأوّل على الأستاذ محمّد رضوان في مادّة الخطاطة المقرّرة ضمن اللغة العربية، وكان رضوان مشرفا فنّيا على مدرسة تحسين الخطوط، فانتقل إليها سنة 1351 ليُمارس هوايته في الخطاطة والرسم، فقد سعى بكل جهد لدخول مدرسة الفنون الجميلة، لكنه لم يستطع لرسوبه في الفحص الطبّي، ويُذكر أنّه لم يرسم ما طُلب منه في الامتحان بل رسم باب قاعة الامتحان المزخرف. تحصّل على أوّل شهادة له في الخطوط سنة 1354، ونال المرتبة الأولى وعمره لم يتجاوز الثامنة عشر، وتحصّل على جائزة الملك فؤاد الأوّل، فكان أصغر الطلاّب سنّا عندما تخرّج، وفي سنة 1356 تحصّل على الدرجة الأولى في تخصّص الخطّ والتذهيب، فنال على إثرها جائزة الملك فاروق الأوّل وكان في العشرين من عمره، وفي سنة 1357 حاز المرتبة الأولى بين جميع الذين حازوا الدرجة الأولى، فكان أوّل الأوائل، وفي سنة 1385 نال جائزة الدولة مع أستاذه رضوان محمّد علي، الذي لازمه تلميذا ثمّ زميلا لمدّة 40 سنة، وفي سنة 1387 نال كلّ من رضوان محمّد علي والحاج محمّد عبد القادر وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في عهد جمال عبد الناصر تقديرا لما قدّماه لفنّ الخطاطة الإسلامية.

استطاع محمّد عبد القادر أن يتقدّم سريعا إلى مصافّ كبار الخطّاطين في مصر أمثال السيد إبراهيم ومحمّد المكّاوي ومحمّد حسني ومحمود الشحّات، وقد عُيّن أوّل مرّة خطّاطا أوّل، ثمّ رئيس وحدة، فكبير الخطّاطين، ثمّ مساعد مفتّش حتى وصل إلى درجة مفتّش سنة 1387 بقرار وزاري، ولم يُمنح هذا اللقب لأي خطّاط قبله، واستمرّ في عطائه حتّى دعته اللجنة الدولية للحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي في استنبول أواخر العام 1409 للمشاركة في التحكيم في المسابقة الدولية التي جرت باسم «ياقوت المستعصمي» وكان له شرف المشاركة بها، ولم يزل في علو وارتقاء حتى غدا «شيخ الخطّاطين» المصريين العاملين. كان يعتزّ بمعاصرته للخطّاط عبد العزيز الرفاعي، وبتلمذته على يدي علي بدوي ورضوان علي، وعبّر عن حبّه الشديد لأستاذه غزلان بك. أعلن في مؤتمر عام أن «ليس للخطّ قاعدة، فهو صورة تختلف تجلّياتها حتى النوع الواحد بين خطّاط وآخر، لأنّ الخطّاط فنّان مبدع، وليس صانعا حِرْفِيا». درّس الخط الكوفي بعد تكليفه بتدريسه في مدرسة تحسين الخطوط خلفا للأستاذ محمّد خليل،  وبعد دراسة لنماذجه في القرن الأوّل، حدّد طريقتين لكتابته؛ فالأولى أن يُكتب بالقصبة والحبر، ومتوسّط عرض قطّة قلمه 1,5 إلى 2,5 معشار؛ والأخرى أن يُرسم الخطّ بالزَّلَم على أن يكون بُصْرُه 8 معاشير، وتكون النَّدَحة الصغرى وهي المسافة بين الحرف والحرف أو البياض بينهما 0,5 معشار. أصدر كتابا بعُلْوان «من الخطوط العربية» وضع فيه خلاصة أبحاثه وتجاربه وصدر عن الهيئة المصرية للكتاب عام 1410. توفي رحمه الله تعالى سنة 1416 الموافق لها 1995 ميلادي.

مراجع

  • الخطّ العربي، نشأته، مبادئه، استخداماته. الربيز: عبد الناصر ونوس، الربيز: محمد غنوم، 1430-1431. منشورات جامعة دمشق، كلية الفنون الجميلة. جامعة دمشق، سوريا.
  • موسوعة الخطّ العربي والزخرفة الإسلامية، محسن فتوني. الطبعة الأولى، 2002م. شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت، لبنان.
  • اللوحات الخطية في الفنّ الإسلامي المركّبة بخط الثلث الجلي، دراسة فنّية في تاريخ الخطّ العربي، إعداد محمّد بن سعيد شريفي، الطبعة الأولى 1419. دار ابن كثير دمشق بيروت، دار القادري دمشق بيروت.