الاتصال الرمزي، هو نوع من التواصل غير اللفظي أو غير اللغوي يستعمله الإنسان على شكل تعبيرات منظّمة تشير إلى مجموعة من المعاني، كلغة الصمّ والبُكم أو لغة المظهر العام. يعتمد هذا النوع من الاتصال على استعمال الرموز، والعلامات، أو الإشارات التي تحمل معانٍ محدّدة، وهي مفهومة ضمن سياق ثقافي أو اجتماعي معيّن. هذا الاتصال يشمل كل أشكال التعبير التي لا تعتمد على اللغة المحكية، بل تشمل النَّصَمات، والإيماءات، والألوان، والصور، وحتى الطقوس.
يعتمد الاتصال في الأساس على نقل الرموز بين المرسل والمستقبل. سواء كانت هذه الرموز لغوية أو غير لغوية، منطوقة أو غير منطوقة، فالعملية دائما تنطوي على شكل من أشكال الترميز الذي يحمل معانٍ معينة. بناءً على ذلك، يمكن القول إن مصطلح «الاتصال الرمزي» قد يبدو زائدا عن الحاجة إذا كان الغرض هو الإشارة إلى العملية العامّة للاتصال. في النهاية، جميع أشكال الاتصال تعتمد على رموز ما، سواء كانت كلمات، إيماءات، أصوات، أو إشارات بصرية، وتمتد نطاقات الاتصال الرمزي من لغة الإشارة إلى نظام القافة وحتّى مهارات الاتصال عن طريق اللمس. لكن مصطلح «الاتصال الرمزي» قد يُستعمل أحيانا للإشارة إلى نوع معيّن من التواصل الذي يركّز على الرموز الثقافية أو الاجتماعية، مثل الأزياء، الأعلام، أو الرموز الدينية. في هذا السياق، قد يكون للمصطلح معنى إضافي أو متخصّص للإشارة إلى تلك الأشكال من التواصل التي تعتمد بشكل خاص على الرموز التي تمثل معاني محدّدة داخل مجتمع معين. لذلك يُستعمل مصطلح «الاتصال الرمزي» للإشارة إلى الرموز التي تحمل معانٍ داخل سياق ثقافي أو اجتماعي معيّن، حينئذ يصبح المصطلح ذا مغزى أعمق. فالرموز مثل الأعلام، الأزياء، الطقوس، أو حتى التصرفات الاجتماعية تحمل معانٍ تتجاوز الكلمات وتكون مفهومة فقط ضمن إطار ثقافي أو جماعة معينة. في هذه الحالة، «الاتصال الرمزي» يعني أكثر من مجرّد نقل معلومات؛ إنّه يعكس الهوّية، والانتماء، والمفاهيم المشتركة التي لا يمكن التعبير عنها دائما باللغات اللفظية فقط. هذا الاستعمال يُظهر كيف أنّ الرموز يمكن أن تحمل ثقلا اجتماعيا وتاريخيا مهمّا. باختصار، يشتمل الاتصال الرمزي على جميع أشكال الاتصال غير اللفظية مثل الإيماءات، والأصوات، والإشارات البصرية، وبهذا نُعطي أهمية للأبعاد الثقافية والمعنوية التي يحملها الاتصال. من ناحية أخرى، يصبح «التواصل» مصطلحا يُستعمل للإشارة بشكل خاصّ إلى الاتصال اللفظي أو اللغوي. بهذه الطريقة، نكون قد قمنا بفصل المفاهيم بشكل واضح: (1) الاتصال الرمزي: يشمل جميع أشكال الاتصال غير اللفظية، مثل لغة الإشارة، الإيماءات، الألوان، والأصوات، التي تحمل معاني في سياقات ثقافية محدّدة. (2) التواصل: يُشير بشكل خاصّ إلى الاتصال اللفظي أو اللغوي، بما في ذلك المحادثات والنصوص المكتوبة. هذا التمييز يُسهل الفهم ويعزّز دقّة المصطلحات في الدراسات والبحوث المتعلّقة بالتواصل والاتصال.
- مصطلحات في الإعلام والاتصال. خضير شعبان، دار اللسان العربي. الطبعة الأولى، 1422، الجزائر.