معجم المصطلحات الكبير
حُجّة التَّصْمِيم
الفكر

حجة التصميم هي واحدة من أقدم الحجج وأبرزها التي استعملها الفلاسفة وعلماء الدين لإثبات وجود الله، وقد اكتسبت أهمّية خاصّة في النقاشات بين الدين والعلم على مرّ العصور. هذه الحجّة تعتمد على الملاحظة والتأمّل في النظام الدقيق، والتكيّف المدهش، والاتجاهية directionality الواضحة في الكون وفي ظواهره الطبيعية، لتشير إلى أنّ هذا الكون لا يمكن أن يكون نتاج الصدفة العشوائية، بل يتطلّب وجود «مصمّم ذكي». علماء اللاهوت أو علماء الدين يسمون هذا المصمّم «الله». في سياق النقاشات العلمية، يعتبر هذا النوع من الحجج من الأشكال «الكلاسيكية» التي تواجه تحديات مستمرّة من خلال الاكتشافات العلمية. على سبيل المثال، بعد ظهور نظرية التطور والانتقاء الطبيعي على يد تشارلز داروين في القرن التاسع عشر، بدأ النقاش حول ما إذا كان التعقيد الحِياوي والنظام الطبيعي يمكن تفسيره من خلال العمليات الطبيعية من دون الحاجة إلى مصمّم خارجي. إلّا أنّ هذه النظرية عجزت عن تفسير التعقيد الكبير والمذهل في الحِياوة والكيمياء الذي تستند إليه الحركة الحديثة المعروفة باسم «التصميم الذكي».

على مستوى أعمق، حجّة التصميم تشير إلى أنّ الكون نفسه يظهر نوعا من «الاتجاهية» أو الهدف، حيث يبدو أنّ هناك غاية من وراء النظام الموجود. هذا النظام يمكن ملاحظته ليس فقط في الكائنات الحيّة، بل أيضا في القوانين الريزيائية التي تحكم الكون، مثل الجاذبية، والكهرومغناطيسية، والقوى النووية. هذه القوانين تعمل معا بتوازن مذهل يسمح للكون بالوجود، وتسمح للحياة بالتطوّر والبقاء. النقاش لا يقتصر على الجانب العلمي فقط، بل هناك جدل مستمر بين علماء اللاهوت حول مدى فعّالية هذه الحجّة في إثبات وجود الله. بينما يعتبر البعض أنّ حجّة التصميم دليل قوي على وجود قوّة خارقة وراء الكون، يشير آخرون إلى أنّ هذه الحجّة وحدها قد لا تكون كافية لإثبات وجود الله، وأنها تحتاج إلى دعم من حجج فلسفية أو روحية أخرى. باختصار، حجّة التصميم تظل حجر الزاوية في الحوار بين العلم والدين، وهي تعكس التفاعل المستمرّ بين الفهم المادّي للعالم والفهم الديني.

تعليق

مفهوم «التصميم الذكي» الذي يُستعمل في سياق غربي، يختلف عن مفهوم «الخلق» في الإسلام. النقطة الجوهرية التي تبرز في هذا السياق هي أنّ «الله المطلق العلم والقدرة» لا يحتاج إلى الذكاء بمعناه البشري الذي يرتبط بحلّ المشكلات والتفكير الاستنتاجي. فالله «عليم قدير» يعلم الغيب والشهادة، ولا يوجد شيء يمكن أن يُعتبر عنده مشكلة.

لغة كلزية

design argument
مراجع

  • Encyclopedia of Science and Religion.  J. Wentzel Vrede van Huyssteen. Macmillan Reference, 2003. USA