معجم المصطلحات الكبير
ضرْب
الزِفارة

شكل من أشكال التصحيح الذي كان يتمّ في المخطوطات خاصّة كتب الحديث، وهو مدّ خطّ جيّد بيّن بالمداد على الخطأ ليدلّ ذلك على إبطاله.

تعليق

اُختلف في كيفية الضرب، كما جاء في كتاب تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة لشاكر أحمد، فقال بعضهم (أبو محمّد بن خلاّد) : أجود الضرب أن لا يطْمِس المضروب عليه، بل يخطّ من فوقه خطّا جيّدا بيّنا، يدلّ على إبطاله، ويُقرأ من تحته ما خُطّ عليه، وقال القاضي عياض : إنّ اختيارات الضابطين اختلفت في الضرب، فأكثرهم على مدّ خطّ على المضروب عليه، مختلطا بالكلمات المضروب عليها، ويُسمّى ذلك « الشقّ » أيضا. ومنهم من لا يخْلِطه، ويثبته فوقه، لكنّه يعطف طرفي الخطّ على أوّل المضروب عليه وآخره.

ومنهم من يستقبح هذا ويراه تسويدا وتطليسا، بل يحوّق على أوّل الكلام المضروب عليه بنصف دائرة، وكذلك في آخره وإذا كثر الكلام المضروب عليه فقد يُفْعل ذلك في أوّل كلّ سطر منه وآخره، وقد يُكْتفى بالتحويق على أوّل الكلام وآخره أجمع.

ومن الأشياخ من يستقبح الضرب والتحويق، ويكتفي بدائرة صغيرة أوّل الزيادة وآخرها، ويُسمّيها « صِفْرا » كما يسمّيها أهل الحساب، وربّما كتب بعضهم عليه « لا » في أوّله، و« لى » في آخره، وهذا يحسن فيما صحّ في رواية وسقط في رواية أخرى.

مترادف

شقّ

[لا يعرف أهل المشرق هذا الاصطلاح، وهو اصطلاح أهل المغرب، وذكره القاضي عياض في "الإلماع" وكأنّه مأخوذ من الشقّ وهو الصدْع، أو من شقّ العصا وهو التفريق، فكأنّه فرّق بين الكلمة الزائدة وبين ما قبلها وبعدها من الصحيح الثابت، ويوجد في بعض نسخ "علوم الحديث" : النشْق، فإنّ لم يكن تصحيفا وتغييرا من النسّاخ، فكأنّه مأخوذ من نشِق الظبي في حبالته إذا علِق فيها، فكأنّه إبطال لحركة الكلمة وإعمالها، بجعلها في صورة وِثاق يمنعها من التصرّف].

مراجع

  • تصحيح الكتب وصنع الفهارس المعجمة، شاكر أحمد، الطبعة الثانية، 1415. منشورات مكتبة السنّة بالقاهرة لصاحبها شرف حجازي، مصر.